المواطن / تعز
قدمت الدكتورة ألفت الدبعي أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز، الإثنين المنصرم ، استقالتها بشكل رسمي من عضوية حزب التجمع اليمني للإصلاح.
وقالت ألفت الدبعي في استقالتها: “وها أنا اليوم اقدم استقالتي بشكل رسمي من حزب التجمع اليمني للإصلاح ، إيمانا مني بأن حزب الإصلاح مثله مثل بقية الأحزاب والجماعات في اليمن التي أثبتت من ثورة الشباب وحتى الآن بأنها جزء من النظام الذي ثرنا عليه ، ولم تستطع أن تقدم شي لهذا البلد سوى مزيدا من إدخاله في مربعات الصراعات، ومزيد من الانتهاكات”.
وأشارت إلى أنها كانت قد جمدت عضويتها في حزب الإصلاح في وقت سابق، وقالت: “سبق وأن أعلنت تجميد عضويتي قبل سنوات من التجمع اليمني للإصلاح وكان ذلك إيمانا مني بأنه منذ ثورة ١١ فبراير الشبابية الشعبية لا توجد رؤية للحزب وقدرة على أن يكون أحد روافد التغيير الوطني الذي أنتجته ثورة فبراير، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على بقية الأحزاب في تصوري، والتي أثبتت جميعها أنها لا تمتلك مشروعا ورؤية في منهجها يصلح لجميع اليمنين”.
وتابعت القول “لذلك كان منهجي أن اناضل من أجل تنفيذ مشروع جميع اليمنين كأهم مكتسب من مكتسبات الثورة، وهو التوافق اليمني الذي تم صياغته في مخرجات الحوار الوطني، ومثل عقل اليمن الجمعي الذي ناقش كل مشكلات اليمن وخرج بحلول جماعية فجندت نفسي للدفاع عن هذا المشروع ودافعت عنه بقوة في لجنة صياغة الدستور عبر تحويله إلى صيغ دستورية”.
وأضافت “إنني لا انكر التدخلات الخارجية للحرب على التجربة الديمقراطية والتوافقية التي وصل إليها اليمنيون بشكل عام ، واستهداف حزب الإصلاح بشكل خاص في اليمن ولكن الأخطر في تصوري هو استمرار قيادات حزب الإصلاح في ممارسة سياساته العملية التي لا تعزز فكرة بناء الدولة المدنية والمؤسساتية، وخاصة وهو مستمر في دعم وتقديم نماذج في ادارة الدولة ومؤسساتها لا تخدم مشروع الدولة ولذلك كل يوم يزداد يقيني بأهمية وضرورة خلق قوى شعبية جديدة كما قدمت نموذج في العمل السلمي وثقافة الثورة وأجبرت كل القوى على الالتحاق بها في عام ٢٠١١م، عليها أن تنتقل إلى الخطوة التالية والمهمة وهو تقديم نموذج في العمل المؤسسي والمدني وثقافة الدولة بعد أن منحت هذه القوى الشابة القوى السياسية القديمة الوقت الكافي لإنجاز عملية التغيير”.
وإليكم نص الإستقالة كاملا:
استقالة رسمية من حزب التجمع اليمني للإصلاح .
الزملاء والزميلات في حزب التجمع اليمني للإصلاح .
سبق وأن أعلنت تجميد عضويتي قبل سنوات من التجمع اليمني للإصلاح وكان ذلك إيمانا مني بأنه منذ ثورة ١١ فبراير الشبابية الشعبية لا توجد رؤية للحزب وقدرة على أن يكون أحد روافد التغيير الوطني الذي أنتجته ثورة فبراير وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على بقية الأحزاب في تصوري والتي أثبتت جميعها أنها لا تمتلك مشروعا ورؤية في منهجها يصلح لجميع اليمنين .
ولذلك كان منهجي أن اناضل من أجل تنفيذ مشروع جميع اليمنين كأهم مكتسب من مكتسبات الثورة وهو التوافق اليمني الذي تم صياغته في مخرجات الحوار الوطني،ومثل عقل اليمن الجمعي الذي ناقش كل مشكلات اليمن وخرج بحلول جماعية فجندت نفسي للدفاع عن هذا المشروع ودافعت عنه بقوة في لجنة صياغة الدستور عبر تحويله إلى صيغ دستورية.
الزملاء والزميلات
من خلال تجربتي في العمل السياسي في اليمن أؤكد أنها تجربة مشوهه بسبب أن الديمقراطية لم تأتي نتيجة تطور اجتماعي حقيقي لذلك نشأت قوى سياسية استغرقت نفسها في صراع تضاد وصراع الايديولوجيا وها أنا اليوم اقدم استقالتي بشكل رسمي من حزب التجمع اليمني للإصلاح ، إيمانا مني بأن حزب الإصلاح مثله مثل بقية الأحزاب والجماعات في اليمن التي أثبتت من ثورة الشباب وحتى الآن بأنها جزء من النظام الذي ثرنا عليه ، ولم تستطع أن تقدم شي لهذا البلد سوى مزيدا من إدخاله في مربعات الصراعات ومزيد من الانتهاكات .
ادرك تماما أن هناك تيار داخل التجمع اليمني للإصلاح يحمل قيم فبراير، ويسعى للتغيير بقوة ، ويتطلع إلى دولة ديمقراطية عادلة حديثة ومن ينكر ذلك فهو لا يعي أهمية التغيير الذي يحدث داخل هذا الحزب منذ ثورة الشباب ولكن للاسف ما يزال هذا التيار ليس له أي قوة أو تأثير على القرارات التي ما يزال يتحكم فيها كهول ومشايخ الحزب ورؤيتهم التقليدية ،والذين يديرون الحزب والبلد بنفس ثقافة المنظومة التي ثرنا عليها إن لم يكن اسوأ في بعض المحطات.
وأنا هنا بتقديم استقالة رسمية لا أنكر أهمية العمل السياسي عبر الأحزاب أو أرفض ذلك،فأنا أدرك تماما أهمية الأحزاب ودورها في قيام مجتمع مدني بعيدا عن أطر ما قبل الدولة، ولكني اليوم صرت أكثر إيمانا ويقينا بأنه لا يمكن لنا أبدا بأن نقيم دولة المواطنة ونصل إليها عبر ادوات من القيادات ما تزال تجرنا إلى الماضي وصراعاته، ولم تستطع أن تقدم نموذج في التعاطي مع قيم الدولة.
ورغم أني كنت أحاول التعامل بواقعية سياسية في المرحلة الأولى نتيجة لعدم استقرار النظام السياسي في اليمن، وكان لدي أمل أن التغيير والثورة والمقاومة سوف تحسن من بيئه العمل السياسي ، لكن الذين حملوا لافتة التغيير من خلال التجربة الواقعية أهدروا فرصة بناء الدولة اليمنية الحديثة بعد الثورة مباشرة ،ثم جاءت المقاومة وتحرير المناطق المحررة لتمنحهم الفرصة الثانية ولم يستطيعوا أن يقدموا فيها نموذجا ليتأكد لي أن الخلل في بناء الدولة ليس نتيجة قصور متعلقة بالظروف وعدم الاستقرار الناتج عن الحرب فقط ولكنه خلل متعلق بطبيعة التفكير والسلوك والممارسة.
الزملاء والزميلات.
إنني لا انكر التدخلات الخارجية للحرب على التجربة الديمقراطية والتوافقية التي وصل إليها اليمنيون بشكل عام ،واستهداف حزب الإصلاح بشكل خاص في اليمن ولكن الأخطر في تصوري هو استمرار قيادات حزب الإصلاح في ممارسة سياساته العملية التي لا تعزز فكرة بناء الدولة المدنية والمؤسساتية وخاصة وهو مستمر في دعم وتقديم نماذج في ادارة الدولة ومؤسساتها لا تخدم مشروع الدولة ولذلك كل يوم يزداد يقيني بأهمية وضرورة خلق قوى شعبية جديدة كما قدمت نموذج في العمل السلمي وثقافة الثورة وأجبرت كل القوى على الالتحاق بها في عام ٢٠١١م عليها أن تنتقل إلى الخطوة التالية والمهمة وهو تقديم نموذج في العمل المؤسسي والمدني وثقافة الدولة بعد أن منحت هذه القوى الشابة القوى السياسية القديمة الوقت الكافي لإنجاز عملية التغيير .
الزملاء والزميلات
أجد تقديم استقالتي في ذكرى ثورة فبراير الشبابية الشعبية مناسبة لأن الثورة كان مشروعها الحقيقي هو احداث عملية تحول ديمقراطي في داخل البنى المؤسسية للدولة أو القوى السياسية ولكن الذي حصل أنه لا تزال هذه القوى السياسية تجرنا إلى مربعات الصراعات القديمة وهو ما يعطل مسار وديناميكية الثورة ويجعلها مرتهنة لقيود بعض القيادات السياسية القديمة التي تؤمن بالايديولوجية أكثر من إيمانها بالسياسة كفعل اخلاقي وخلاق لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي يؤمن بقيم الثورة والمواطنة والعدالة .
لقد وجدت نفسي في ميدان أوسع وأكبر من أظل مؤطرة في اتجاه معين ففضاء الحرية والتفكير الذي صرت افكر فيه أصبح أبعد من قيود الأيديولوجية والأحزاب الحالية خاصة وأن واقع التجربة السياسية في اليمن اثبت أنها تجربة مشوهة وفي مرحلة الثورة الشبابية الشعبية كان يفترض أن تتخلق قوى سياسية بديلة وتنتج الثورة ادواتها السياسية الجديدة ولكن هذا لم يحدث حتى هذه اللحظة .
وهنا ادعوا كل المخلصين من شباب الثورة إلى أن يتجردوا من الانتماء لهذه القوى السياسية التي لم تعد تعبر بصدق عن أحلامهم وطموحاتهم والعمل على تخليق ادواتهم السياسية البديلة المعبرة عن أحلامهم التي عبرت عنها ثورة فبراير.
الزملاء والزميلات
إن اليمنيون يمتلكوا مشروع لكن القوى الحاملة لهذا المشروع مغيبة وأتمنى أن يعي الشباب أن هذه المسؤولية أصبحت مسؤوليتهم بشكل رئيسي وأن عليهم أن يفكروا أن يجدوا لأنفسهم قوى سياسية بديلة تأتي وتحمل هذا المشروع لأن القوى السياسية القديمة ومن خلال تجربتي مع الجميع عجزت عن التعبير عن طموحات الناس .
كلي ثقة بأن القادم افضل لليمنيين كافة إذا ما تكاتفت الجهود في بناء اليمن الجديد ، وأن الشباب الواعي قادر على تجاوز القيادات المفروضة عليه منذ عقود في كافة الاحزاب السياسية وان عقليتهم السلمية هي التي ستمكنهم من دحر الانقلاب على التوافق اليمني وبناء الدولة الجديدة.
اما أنا فسوف استمر في ميدان العمل السياسي وعلى نفس النهج الذي اختطيته لنفسي منذ مشاركتي في مؤتمر الحوار الوطني و من منظور انساني وأخلاقي ووفقا لتخصصي في علم الاجتماع من أجل خلق سياسات اجتماعية جديدة تساعد في إعادة صياغة السياسة في اليمن بما يجعلها تصب في دائرة حل جذور مشكلات اليمن الرئيسية وبما يخرج اليمنيون من دائرة الصراع والايديولوجية إلى دائرة البناء والتنمية وكل ما يضمن عدم عودة اليمنين جميعا إلى مربع وجذور الصراعات من جديد وسوف اتعاون مع كل ما يحقق هذا الهدف ويسعى إليه باستقلالية تامة في اي حزب وأي اتجاه كان .
وإلى ذلك اليوم نلتقي والذي اتمنى أن يكون قريبا فاليمنيون كافة يستحقون كل خير وقد طال بهم عقود الحرمان والتفقير وآن لهم ان يعيشوا بكرامة في اليمن الجديد.
الدكتورة الفت الدبعي
- استاذ علم الاجتماع
- عضو سابق في مؤتمر الحوار الوطني فريق العدالة الانتقالية .
- عضو لجنة صياغة الدستور
١٠- فبراير – 2020م