نفذت جبهة فتح الشام، أو ما يعرف اختصاراً بـ”جفش” هجمات كبيرة على فصائل مسلحة للمعارضة السورية، الأربعاء، واستعادت السيطرة على سجن إدلب المركزي، بعد اشتباكات مع عناصر السجن التابعين لحركتي أحرار الشام وصقور الشام.
وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في الأيام الأخيرة، لاسيما منذ انعقاد مؤتمر أستانا في 23 يناير، بين فصائل المعارضة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) بعد أن أعلنت كل فصائل المعارضة نيتها استئصال الجبهة من سوريا بشكل كامل، رداً على قيام الأخيرة بمهاجمة المعارضة والسيطرة على عدد من مقراتها في ريفي إدلب وحلب.
وأتت سيطرة الجبهة على السجن بإدلب، بعد ساعات من هجوم شنته على مواقع تابعة لجيش المجاهدين التابع للجيش الحر، ما أسفر عن سيطرة جبهة النصرة على بلدات عندان والزربة.
معركة بقاء ودعوة للقتال
وقد زادت تلك التطورات من حجم التوتر ليصل حد إعلان فصائل المعارضة صراحة أنها في معركة بقاء ضد “جفش”. كما أعلنت 6 كتائب مقاتلة في حلب وإدلب انضمامها لحركة حرار الشام ضد جفش.
ومن جهته، قال أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش السوري الحر، في اتصال مع “العربية”، الأربعاء، إن: “معركتنا الآن ضد النصرة. لا يجرؤ أي فصيل أن يقف معها، ومن يقف على الحياد سيلحقه العار إلى الأبد.” وأضاف: “حان الوقت لتتوقف النصرة عن جرائمها، ويتوقف من يسمى الجولاني عن مسلسل الجرائم التي بدأت الجبهة بارتكابها منذ بدء الثورة السورية”.
يذكر أن تلك المعركة ستكون معقدة للغاية، لاسيما أن إدلب تسيطر عليها ثلاث قوى أساسية، هي: أحرار الشام و”جفش” والفصائل التابعة للجيش الحر، التي تحاول “جفش” التخلص منها واحدة تلو الأخرى، مستفيدة من سياسة النأي بالنفس التي كانت تتبعها أحرار الشام، حيث تتجنب أي صدام مباشر مع النصرة رغم ضغوط بقية الفصائل.
إلى ذلك، وأمام سعي “جفش” إلى استئصال “خصومها”، وصف “المجلس الإسلامي السوري” الذي يشكل مرجعية لعدد من الفصائل الإسلامية عناصر “فتح الشام” بـ “الخوارج والبغاة”، ما يشكل دعوة أو مظلة لقتالها.
ودعا “أبو عمار العمر” قائد “أحرار الشام” في تسجيل صوتي إلى “النفير العام لقطاعات وكتائب الحركة كافة، للتدخل ووقف الاقتتال الحاصل بين الفصائل”. وقال، بحسب شبكة “شام” المعارضة، إن الحركة “لن تسمح باستمرار طرف ببغيه على طرف آخر”.
