المواطن/ كتابات – محمد هائل السامعي
يُجمع الكل على أن الانسان هو أداة التنمية وغايتها النهائية،وبهذا المفهوم لا يصبح للتنمية قيمة في حال عدم انعكاسها ايجاباً على حياة الفرد والمجتمع ككل .
وانت تشارك مع فريق من برنامج روافد التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية ،ستجد لذة الحياة ،بعد أن اكتسبت بعض المهارات،ورغبت بأن تصير جندي في خدمة تنمية بلدك ،واكتشفت انه بمقدورك صناعة تحول في المجتمع الى الافضل ،بتلمس معانات المجتمع ومشاركة همومه ،لتكون بمثابة الملهم ،ومصدر من مصادر ضوء لتنير للمجتمع طريقه نحو التنمية الفعلية ،كحامل هم التنمية ورافدي مستجد.
مجتمعنا اليمني لديه من الطاقات الشبابية والامكانيات والقدرات المجمدة والعاطلة ،سيمكنه من احداث نقلة كبيرة عندما يجد من يأخذ بيده ويلهمه الى النشاط ومضاعفة الجهد وعدم الانتظار ،ولقد وجدنا في الصندوق الاجتماعي للتنمية وبرامجه المتميزة والمثمرة على المدى الطويل،والتي تعزز من ثقة المجتمع بنفسه وقدراته والشراكة معه في حل مشاكله وتلمس احتياجاته.
ما لمسناه من برنامج روافد التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية،هو تحريك المياه الراكدة في المجتمع، بالاعتماد على الشباب ودوره الفاعل ،واستغلاله بشكل أمثل في نصرة التنمية المستدامة .
فالتنمية البشرية بمفهومها الشامل والاوسع هي تنمية الانسان عن طريق تحسين مستواه المعيشي وتوسيع معارفه وقدراته الجسمانية والعقلية ،والاستفادة من قدراته وطاقاته بشكل خلاق ،وما يمنحه هذا البرنامج من تعزيز المهارات لدى الشباب الجامعي حديثي التخرج،بفترته الزمنية القصيرة،تعجز كثير من المؤسسات التعليمية أن تقوم بدوره ،فهو يعمل في سقل المهارات وينمي القدرات الشبابية،اضافة الى تهذيب الشباب بالسلوك التنموي ،المُبادر والمبدع ،المحب للمجتمع،لا الجمود والركود التنموي ،يصنع منك إنسان مثابر مجتمعي ، لأجل مجتمعك اليمني،لا من أجل نفسك ومصلحتك فقط، ويُغير من بعض المفاهيم الخاطئة لديك،ويعزز الثقة لدى الشباب بأن اليمن ستصبح أجمل بنشاطهم وحيوياتهم .
ومع كلما بدأ اليآس والاحباط يتغلغل بين اوساط الشباب ،نتيجة لما تعانيه اليمن من أوضاع اجتماعية واقتصادية -سياسية في غاية التعقيد والصعوبة ،يعيد الصندوق الاجتماعي للتنمية،الروح للشباب بأنهم الأمل ،والنواة الأساسية للتحسين من وضع هذا البلد الجميل.
الكثير لا يهتم،و لايعرف عن الصندوق الاجتماعي للتنمية،وبرامجه ،وسياساته ،واهدافه النبيلة طويلة الامد،فالصندوق كما نعرف لا يبحث عن ضجيج وشهرة بقدر مايبحث عما يحتاجه المجتمع ،الريفي والحضري على حداً سواء،وللصندوق بصمات تنموية على مستوى كل قرية وحارة ،مابين طريق ومدرسة ،وحواجز مائية،وجدران للأرض الزراعية في الجبال والمنحدرات تقيها من التصحر،وفي دعمه للمزارعين،واهتمامه بالقطاعات الهامشية في الاقتصاد،وفي عمل خزانات للمياه في اغلب المنازل الريفية وغيرها من المشاريع الخدمية والتنمية على امتداد التراب اليمني بريفه والحضر.
فالصندوق الاجتماعي للتنمية أسس في فترت جمود نشاط المشاريع التنموية في نهاية التسعينيات.
وكان تأسيسه في تلك الفترة ضرورياً بنظري – لتنشيط حركة التعاون الأهلي للتطوير،او وليد لتجربة ماكان يسمى بالتعاونيات في السبعينات وبداية الثمانينات، والتي مثل نموذجا اخر للمبادرات التنموية على مستوى المحافظات الشمالية لليمن ،وكذلك المنظمات الأهلية والطوعية في المحافظات الجنوبية والشرقية والتي كان لها الدور الكبير في تنفيذ وتأسيس للعديد من المشاريع الخدمية والشراكة مع السلطات المحلية في المحافظات.
بالاخير ،علينا كشباب ومجتمع اسناد هذه المؤسسة الوطنية- الصندوق الاجتماعي للتنمية،والتعزيز من دوره في رفد المجتمع بالمشاريع الخدمية والتنمية،ورفده للشباب بالخبرات والمهارات،والذي يعتمد في سياساته على الشفافية ،والكفاءة ،والاستقلالية والمرونة والتقدم،واشراك المجتمع بشكل فعلي في إحداث تنمية حقيقة مستدامة شاملة،والتحية لجميع منتسبي هذا الصندوق وطاقمه الاداري ولكل مناصري التنمية في ريف اليمن الحبيب وحضره.
محمدهائل السامعي- كاتب اقتصادي ومناصر تنموي