المواطن/ تقرير- محمد عبدالاله
شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في وقت متأخر من مساء السبت عدة غارات على مبنى كلية المجتمع، شمال مدينة ذمار، الذي حوله الانقلابيين إلى معتقل يأوي المئات من المعتقلين التابعين للحكومة الشرعية.
وقال شهود عيان إن أكثر من سبع غارات على الأقل ضربت مبنى كلية المجتمع، وسط المدينة؛ ما أدى إلى سماع دوي انفجارات عنيفة.
وحسب ما افادت مصادر محلية استهدفت الغارات سجناً للمعتقلين، يضم أكثر من 150 سجينا، ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات.
من جانبها عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأحد، عن قلقها من قصف سجن في محافظة ذمار وسط اليمن، مؤكدة أنها أرسلت فريقاً لتوفير الرعاية الصحية الطارئة.
وكان الانقلابيون قد اعلنوا في وقت مبكر الأحد أن 60 شخصاً قتلوا وأصيب 50 آخرون في حصيلة غير نهائية بقصف شنته مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على سجن يأوي مئات الأسرى التابعين للحكومة المعترف بها دولياً.
وقالت اللجنة الدولية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “يثير قلقنا المعلومات الواردة عن حدوث قصف على سجن في محافظة ذمار”.
وأكدت أن الموقع المستهدف “هو مركز احتجاز كنا نقوم بزيارته بشكل منتظم”، مشيرة إلى أنها أرسلت فريقاً إلى المكان لتوفير الرعاية الصحية الطارئة.
من جانبها قالت بعثة اللجنة الدولية في اليمن على “تويتر” إن “فريقاً من اللجنة الدولية يحمل إمدادات طبية عاجلة يمكنها علاج ما يصل إلى 100 مصاب بجروح خطيرة و200 كيس للجثث، سيتم التبرع بها، في طريقها إلى محافظة ذمار بعد الغارات الجوية التي قيل إنها أودت بحياة العشرات من المحتجزين”.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن فرانز راوخنشتاين، ” نحن نأخذ هذه التقارير على محمل الجد، أنا في طريقي إلى ذمار لتقييم الوضع”.
وأكد أن اللجنة قامت “بزيارة المحتجزين في هذا الموقع من قبل، كما نفعل في أماكن أخرى كجزء من عملنا.”
وقالت مواقع إعلامية مقربة من الانقلابيين إن عملية انتشال الضحايا لا تزال مستمرة حتى الآن، وسط صعوبة بالغة في وصول المسعفين جراء استمرار تحليق الطيران في أجواء المنطقة، موضحة انه جرى إسعاف عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفى الثورة، ومعظمهم إصابتهم خطرة.
وفي السياق قال رئيس ما يسمى “اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى” المشكلة من قبل الانقلابيين إن “نصف من كانوا في السجن المستهدف من الأسرى كانوا على وشك الخروج في صفقة تبادل أسرى بجهود محلية”، وفقاً لوكالة (سبأ) بصنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وأضاف أن “المستهدفين كانوا يقاتلون في جبهات شبوة وتعز والضالع وجبهات الحدود وغيرها”.
وزعم أن “تعمد التحالف إستهداف مبنى الأسرى هدفه إفشال جهود لجان محلية كانت على وشك إنجاز صفقة تبادل للأسرى” على حد قوله.
وكانت قيادة التحالف العربي أعلنت في وقت سابق أنها “دمرت موقعاً عسكرياً للانقلابيين بذمار، موضحة أنه عبارة عن “مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي”، حسب ما أفادت مواقع إعلامية سعودية.
وأضاف التحالف أن عملية الاستهداف هذه “تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين”.
وبالمقابل نفى الحوثيون ما وصفوها بـ “مزاعم” التحالف، مؤكدين أن المبنى سجن للأسرى ومعروف لدى التحالف ولدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث قامت بزيارته عدة مرات”، وفقاً لرئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للانقلابيين.
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥ ينفذ ضربات جوية وبرية وبحرية دعماً للحكومة اليمنية “الشرعية” المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
لكن بعض الضربات الجوية، أخطأت أهدافها وتسببت في مقتل مئات المدنيين، وهو ما دفع المنظمات الأممية والدولية لتوجيه اتهامات للتحالف بارتكاب جرائم حرب.
وأنتج الصراع الدامي في البلاد للعام الخامس أوضاعاً إنسانية صعبة تؤكد الأمم المتحدة بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمائة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية، طبقا لاحصائيات الأمم المتحدة.