المواطن/ كتابات – أحمد سالم ملقاط
من العجيب والغريب، الأمر الذي حيرنا جميعا .. هل عزي شريم شيخ أم قائد بلاطجة أم وزير موقوف عن العمل بسبب فساده وخروقاته الإدارية والمالية؟!! ، فقد علمنا ما قام به من عملية اقتحام لمبنى وزارة المياه والبيئة في عدن ، كرد فعل غير متعقل على صدور قرار بتوقيفه وكتحد سافر لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء!!.
اقتحم الوزارة متزعما عصابة مسلحة بمساهمة أحد رؤساء هيئة بيئية والذي كان أركان مكتبه على رأس من اقتحم سور المبنى كأنها عملية فدائية، من الأجدر والمفترض أن تنفذ في جبهة القتال ضد الحوثيين بدلا عن التهجم على الموظفين والموظفات ومصادرة هواتفهن دون اعتبار للقيم الأخلاقية بانتهاك حرمة النساء، والأكثر فظاعة طلب الوزير الموقوف نفسه مصادرة الموبايل لإحدى الموظفات بحجة أنها صورت عملية الاقتحام .
ولنقل الصورة واضحة عن العملية فقد تموضع المهاجمون بوضع استعداد قتالي، ولولا لطف الله لكانت نتيجتها مجزرة شنيعة بسبب هذا التصرف الأرعن.. عملية بهذا الشكل المخيف أرعبت الموظفين والموظفات خاصة عندما أصدر الشيخ شريم أوامره باحتجاز بعضهم، وأتبع بهذا الأسلوب نفس الممارسات التي يمارسها في قريته بحق المواطنين فمنهم من يحبس في إسطبل الحمير ومنهم من يحبس بقفص الأغنام حين يخالف أوامر أصغر شيخ من بيت شريم، وقد كرر هذا التصرف في عدن حيث أعتقد أن الموظفين في نظره رعية لديه!!.
بهكذا تصرف، حاول الشيخ شريم أن يثبت لنفسه ولرعيته أنه قادر على كسر قرار رئيس الحكومة وفرض القوة التي توهم أنها ستحقق له العودة للوزارة.. وفي حقيقة الأمر نحن نشفق عليه لأن الألبوم كان ينقصه صورة أتى ليأخذها وهو جالس على منصة المكتب.. أما إذا كان قد أتى ليربي رعيته كوادر الوزارة فتلك كارثة ومصيبة لأنه لم يعد يستطيع التفريق بين رعيته في قريته وعدن ومدنيتها وحقوق الموظفين خاصه القطاع النسائي، ضاربا بقاموس العيب والقيم الأخلاقية عرض الحائط.
وللأسف فقد ضاعت حتى حكمة وفراسة المشائخ الأصيلين في الشيخ شريم، إذ لا نعلم ماذا كان يستهدف أو سيتحقق له من هذا الاقتحام وارعاب الموظفين وتهديدهم واستفزازهم؟!! وما الدوافع من وراء ذلك؟!! ، هل سحب وثائق ومعلومات أو أخفاها ، أم الشراب كان من النوع المضروب، أم من ورطه ودفعه إلى استعراض العضلات لكي لا أحد يتجرأ باتخاذ اجراءات تغيره بعد فساده الذي أزكم الأنوف أم تم تنفيذ هذه الحماقة علها تكون وسيلة لحماية شركائه بالفساد الذين شاركوه الاقتحام كونهم بأمس الحاجة لحماية الفساد في الوزارة وحماية فسادهم الذي أفسد هيئة البيئة؟!!.
ونختتم حديثنا بالقول: لا غرابة فيما فعله، فالرجل لم يمارس يوما سلوكياته كوزير أو رجل دولة بل مارسها كشيخ مستبد، عدوه الأول النجاح والناجحون، ولا يهمه من العمل إلاّ كمية الايرادات التي تدخل جيبه!!.
- مدير عام التخطيط والمعلومات في الهيئة العامة لحماية البيئة