المواطن/ كتابات _ وسام محمد
يخبرني احد الاصدقاء, قبل قليل, ان هناك من يوزع في جروبات الواتس منشور لي كتبته بتاريخ 15 ابريل الماضي. وقد تم عنونته: وسام محمد يكتب لنيوز يمن.
لطالما تكونت لدي خبرة في معرفة المعرصين وطرق عملهم دعوني أحكي لكم قصتين.
قبل اشهر كنت أناقش خط مؤتمر بقايا صالح وتمسحهم بالقضية الجنوبية وبرنامج عدائهم للاصلاح ومحاولة تجنيد الاخرين لخوض صراعهم.
قلت لصديقي ان عداء بقايا المؤتمر للاصلاح مفهوم من زاويتين:
الزاوية الأولى: كون الاصلاح هو الخصم المنظم الذي مثل اشتراكه في ثورة فبراير تهديد وجودي للمؤتمر ولمنظومة صالح. الكل اعداء لكن الاصلاح هو الوحيد الذي يستطيع فعلا ان يكون بمثابة وريث للسلطة التي آخذت تتسرب من بين ايديهم. لهذا أصبحت منظومة صالح المخلصة لنوازعه الانتقامية تعتقد ان الجميع يمكن تجنيدهم في مواجهة الاصلاح. ثم توزعوا على شكل تيارات وجماعات. منها من يقترب من الحوثي ومنها من يقترب من الاشتراكي وهناك المتخصص بالسلفيين واخرين مهمتهم التوغل في اوساط مكونات وقيادات الحراك والمقاومة الجنوبية.
الزاوية الثانية: ارتباط منظومة صالح بالحرب على الارهاب التي اصبحت بطريقة ما تشمل الاخوان المسلمين بمختلف تياراتهم المتطرفة والمعتدلة جزء من المخاوف الدولية اتجاه تنامي نفوذ الجماعات المتطرفة لكن ايضا كموقف للدول العربية ازاء الربيع العربي ومحاولة تفكيكه ولا يوجد خصم واضح اكثر من الاخوان. وهو الموقف لاقى ارتياح في دول النفط وتجندت لتجسيده واقعيا. ظل صالح يعتقد ان الحرب على الارهاب سوف تعيده الى السلطة بينما المخرج كان قد اختار جماعة الحوثي للقيام بالمهمة كونها طائفية الامر الذي يضمن استثمار افضل لهذه الحرب ويخلق ميدانا مستقبليا أكثر ديمومة. (الحرب الطائفية).
الصديق الذي كنت اتناقش معه رفع يديه يطلب مني التوقف عن اكمال الحديث, فقد تذكر شيئا يريد ان يخبرني به كونه يعزز حديثي هذا. بعد ثواني ذكر صديقي اسم صحفي غير معروف قال انه مقرب من (ح. م) وهذا الاخير يمثل أحد الاعمدة الاستخبارتية لمنظومة صالح في الوسط الصحفي.
قال ان ذلك الصحفي المغمور اخبره ان (ح. م) قال له ولأخرين, مطلع العام 2012 ان الرياح تشير الى انه عليهم الانخراط ضمن صفوف الاشتراكي وتقديم انفسهم كاشتراكيين وسيتم تحديد مهمتهم لاحقا.
كنت واثق من هذا الامر حتى بدون هذا الاستشهاد. فقد تجسد في الواقع بطريقة أو بأخرى.
كان هذا مدخل للحديث عن القصة الثانية التي تبدأ ايضا خلال الفترة الانتقالية حيث بدأ اعلام صالح ينشر لكل تلك الاسماء التي عرفت سابقا بأنها معارضة لسلطته وبسبب ذلك كانت قد امتلكت رصيد اخلاقي.
اخذت وسائل اعلام صالح تقدم لهم اغراءات وتستقطب كل من يمكن استقطابه. فالهدف من ذلك هو اعادة ترميم صورة الجريمة وتجميلها في أعين الناس تمهيدا لما هو قادم.
تتذكرون اليمن اليوم وكل تلك الاسماء التي كانت تكتب فيها وتثير حيرتنا قبل ان تتكشف حقيقتهم وطبيعة الدور الذي قبلوا بتأديته.
ضمن هذا التوجه كان هناك برنامج حواري في قناة اليمن اليوم يديره نبيل الصوفي وكان يحرص ان يستضيف فيه تلك الوجوه المحسوبة على الثورة بطريقة او بأخرى لكنها غير اصلاحية.
كان الهدف من تلك اللقاءات كسر اسوار النبذ الشعبي الذي اصبحت منظومة صالح محاطة به بفعل الجرائم المرتكبة بحق شباب الثورة.
أتذكر انني خضت معارك كلامية مع بعض من تم استضافتهم ومع منطقهم الاستغفالي الذي يغطي على الضرطة بالنحنحة, فبعضهم كان يبرر ظهوره في قناة قاتل اصدقاءنا بأنه يقول ما هو مقتنع به وبأنه يحتفظ بموقفه من صالح. أتذكر في احدى المرات ان الامر كاد ان يتطور الى اشتباك بالأيدي. فالصورة كانت واضحة وهي انهم لم يكونوا أكثر من مجرد مساحيق تجميل للجريمة وما تبقى من مخزونها. وقد نجح الامر الى حدود معينة.
نبيل الصوفي الذي كان احد مهندسي هذا التوجه, حتى بعد ان كانت من نتائجه مقتل زعيمه على يد من اعتقد انهم حلفاء. لا يزال يمارس لعبته القذرة لكن بوضاعة أشد هذه المرة. وذلك من خلال التمسح والمسكنة وآخذ منشورات من صفحاتنا واعادة نشرها وقد تصدرت: فلان الفلاني يكتب ل نيوز يمن.
لاحظت اسماء كثيرة لا يمكنها ان تقبل بالكتابة لموقع نبيل الصوفي حتى وان كان يعطي مقابل كل حرف جرام من الذهب. هو يستثمر كون هذه مسألة هامشية. مثلا لا يمكن للدكتور ياسين ان يكتب توضيحا انه لا يكتب لنيوز يمن. كثيرين يعتقدون انها مسألة هامشية فمن حق ايا كان ان يآخذ ما ينشر ويعيد نشره باسم صاحبه. غير انني لا ارها كذلك. بل هي مسألة خطيرة لأن الهدف منها تسويق بضاعتها داخل مساحات لا تبادله غير النبذ.
فأثناء محاولته لتسويق بضاعته, من يثق بالدكتور ياسين مثلا, عندما يجده ينشر في موقع نبيل الصوفي واحيانا مع اضافة عبارة خاص. لن يكون بذلك التشدد عندما تعرض عليه البضاعة الفاسدة.
على الاقل هذا ما يفسر حرص شقات الصوفي على ترويج منشورات في جروبات الواتس اب بين اناس يثقون بنا ومعنونة بعبارة: فلان الفلاني يكتب لنيوز يمن. لكن يا ترى ما الذي يريده نبيل الصوفي من الاشتراكيين؟
عليكم ان تجدوا اجابة كاملة لهذا السؤال وتتحلوا بالجدية اللازمة. فالاستغفال كانت نتائجه وخيمة خلال الفترة الماضية على الجميع وعلى نحو مضاعف عندما يتعلق الامر بالحزب الاشتراكي وبخطه السياسي الذي اصبح مرهونا بالتشوش.
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك