المواطن/ كتابات _ رضا السروري
من ذو عقود من الزمن يعيش المجتمع اليمني في حالة من عدم الإنسجام مع النخب السياسية المختلفة في طول البلاد وعرضها ، سوءاً كانت في السلطة او المعارضة ، وهذا يعود إلى تقاطع مصالح عامة الناس مع هذه النخب المسيطرة والمحركة لإمور البلاد ، ودفعت به نحو الهلاك والدمار.
حيث توجهت القيادات العليا المختلفة سوءاً كانت سياسية او إجتماعية نحو بناء مصالحهم الخاصة وسيطرت ونهبت الكثير من ثروات البلاد ، وأستفردت بذلك و دفعت ببعض الفتات للقلة القليلة من الناس على شكل وظائف حكومية ، او على شكل قصاصات نقدية ومصالح صغير وجعلت منهم عبيد مسبحين ليل نهار بحمدهم ، وكلاب مسعورة تكشر أنيابها على كل من حاول أن ينتقد او يتفوه بكلمة حق على أسيادهم من تلك الطبقات المتعفنة.
ظلت هذه النخب تنمي مواردها وإقتصادها وذلك حتماً يزيد من نفوذها وحاجاتها ايضاً وتكلفة البقاء مع شدت الرغبة في الإرتفاع أكثر ، وذلك ينعكس بشكل طردي اي كلما زاد طمعهم زادت كميات نهبهم وتعددت صور فسادهم .
تاركة سور بشري من ذوي الدفع المسبق زود بإمكانات و وسائل إعلامية ضخمة كما عُزز بأدوات القمع الأمنية و العسكرية كطبقة حماية او جدار عازل بينهم وبين باقي أبناء المجتمع، ومارست أشد أنواع القمع والإضطهاد السياسي لخصوم الفكر ، او لمن يقدم ادنا إعتراض عن فسادهم.
بينما تستمر الفئة الأولى وبكل وقاحة تتقاسم ثروات البلاد فيما بينها ، تستمر الفئة الثانية بعملها كمدافع ومزور للحقائق ، وتعيش نسبة مهولة جداً من المجتمع تعاني شظف العيش وقسوة الحياة.
كما اوجدت (الثروة والنفوذ السياسي والإجتماعي وايضاً مسافة القرب والبعد ومقدار الولاء والطاعة للرؤاساء ) الكثير من الخطوط الطولية والعرضية والصراعات المتنوعة في عمق كل فئة من الفئتين الأولى والثانية.
وبشكل طبيعي او بتأثير مباشر خلقت أيضاً الكثير من التباينات الطولية في الطبقة الثالثة.
يتبع…