المواطن/ كتابات – وسام محمد
اصبحت جرائم طيران التحالف عبارة عن وصلات للمأساة اليمنية المتشعبة, ومصادرة لحقنا الانساني في آخذ اجازة قصيرة بين هذا الكم الهائل من الجرائم التي لم تعد حكرا على طرف بعينه. ربما هذا ما نستحقه كشعب اعتقدنا ان التحالف جاء لإسنادنا وليس لإسناد مصالحه حتى وان اضطر لارتكاب مثل هذه الجرائم بحق المدنيين والتي تظل تتوالى وتظل تنم عن استهتار بدمائنا الى الحد الذي يصبح معه القول بانها جرائم عمدية ليس مجرد كلام في الهواء.
مأساة اليمنيين الكبرى انهم يتعاملون مع قضيتهم وكأنها قضية اناس أخرين. لا اعني أولئك الذين يقبضون ثمن الدماء بالتواطؤ ولا أولئك الذين يستثمرون في الدم لصالح هز ثقة الناس بمعركتهم الاساسية.
ولكن أولئك الذين لا يزالون يؤمنون بالشراكة مع التحالف في مجابهة جماعة الحوثي. هؤلاء لماذا لا يسجلون اعتراضا حقيقيا ويطالبون بالتحقيق في هذه الجرائم وفي تغير سياسة القصف الجوي المتبعة منذ اربعة أعوام. اذا لم يكن من اجل حفظ دماء الابرياء من ابناء شعبهم فعلى الاقل لأن هذه الجرائم تظل تخدم جماعة الحوثي وتقدم لغرف الدعايا التابعة لها وجبات دسمة تساهم في تعزيز خطابها الحربي وايضا تحسين فرص تحشيدها للمجتمع.
الجريمة الاخيرة في سعوان شرق صنعاء تأتي ضمن سلسلة من الجرائم التي ظلت ترتكب طوال اربعة اعوام فهي تتشارك نفس الخصائص ونحن نتشارك نفس الفجيعة وقلة الحيلة. لكن في كل مرة يتضح أكثر ان الامر اصبح يتجاوز ما يمكن القول انه مجرد استهتار بحياة شعب جائع وفقير لم يعد يمتلك من امره شيئا.
حتى وان خزن الحوثي الاسلحة في مناطق حساسة وكان من الضروري استهدافها, لماذا لا يتم استهدافها في الليل مثلا لكي يتم تحجيم الاضرار بين الابرياء؟ لماذا القصف تم اثناء ساعات الدراسة؟
من يستطيع ان يعرف ان هناك اسلحة خطيرة مخزنة في مكان ما يستطيع ان يعرف طبيعة البيئة المحيطة بها ويستطيع ان يفهم ان أي تجاوز سوف ينعكس سلبا على مجريات المعركة وعلى مشروعيتها.