تعقد الأمم المتحدة غداً، مؤتمراً رفيع المستوى في جنيف لجمع التبرّعات للتصدّي للأزمة الإنسانية في اليمن، يشارك في استضافته كل من حكومتي سويسرا والسويد.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن أندرسون إن «البرنامج يتطلّع إلى المؤتمر، الذي سيُعقد برعاية الأمم المتحدة وبدعم من الحكومتين السويدية والسويسرية، لحشد دعم فوري لليمن». وفي ما وصف أندرسون الوضع في اليمن بأكبر أزمة إنسانية في العالم، أعرب في بيان صحافي عن قلقه من تدهور الأزمة أكثر في حال عدم توفير الدعم الكافي.
وأضاف: «سيدعو البرنامج خلال المؤتمر إلى توفير موارد فورية ومرنة للاستجابة لحاجات الأمن الغذائي والتغذية، وإلى تقديم دعم متكامل من كل القطاعات الإنسانية لنتمكّن من تحقيق أوجه تآزر وأثر أفضل في استهداف الناس الأشد حاجة في شكل أفضل، كما سنطالب بإتاحة الوصول إلى المحتاجين في كل أنحاء البلد من دون عوائق». وأكد أن «المؤتمر ينعقد في وقت حرج جداً بالنسبة إلى اليمن، خصوصاً بعد إعلان نتائج المسح الذي أجراه البرنامج منتصف الشهر الماضي، عن وضع الأمن الغذائي في البلد». وشدّد على «الحاجة الماسة إلى موارد فورية لمساعدة حوالى 17 مليون شخص»، معرباً عن أمله بتوفير موارد طارئة للتخفيف من حدّة الأزمة الإنسانية.
وتابع أندرسون أن الصراع في اليمن بين الحكومة الشرعية والميليشيات الانقلابية قاد البلد إلى الأزمة الإنسانية الكبرى في العالم، مع وجود 6.8 مليون شخص على حافة المجاعة. وأكد أن حوالى «17 مليون شخص في اليمن، أي حوالى ثلثي السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي، ما يشكل ارتفاعاً يبلغ 3 ملايين شخص مقارنة بحزيران (يونيو) الماضي، وعلينا أن نلفت الانتباه إلى الجوع المتزايد والحاجة إلى الاستجابة لهذا الجانب سريعاً».
وأوضح أن «البرنامج، في إطار استجابته للحالة، وسّع نطاق عمله لجهة الموارد المالية والناس والشركاء، إذ أطلقنا عملية جديدة بدأت مطلع الشهر الجاري واستهدفت 9.1 مليون شخص من الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في أنحاء اليمن، بكلفة بلغت نحو 1.2 بليون دولار لتغطية حاجات العام المقبل».
وأعرب أندرسون عن أمله بأن يدعم المجتمع الدولي، الذي سيكون حاضراً في المؤتمر، عملية ضخمة بهذا الحجم، وأن يتفهم الصعوبات التي يواجهها البرنامج في ما يتعلق بالوضع الأمني. وأشار إلى أن «ما يزيد الأمر سوءاً تضاعف الأزمات الإنسانية حول العالم، ما يُثقل كاهل المجتمع الدولي الذي يتعامل مع أزمات لا تحدث تباعاً، بل متزامنة». وأضاف: «توجد نداءات إنسانية أخرى كثيرة موجّهة إلى دول أخرى، وهناك دول يمكن أن تواجه مجاعة مثل نيجيريا والصومال وجنوب السودان، والتي تواجه في الواقع المجاعة. ولدينا سورية والعراق والكثير من الدول الأخرى»، مؤكداً أن «كل ذلك فرض ضغطاً كبيراً على المجتمع الدولي، ونحن نفهم ذلك بالتأكيد، ولكننا في الوقت ذاته نقدّر كثيراً مجتمع المانحين الذي لا يزال يولي اهتماماً لحاجة الشعب في اليمن».
وأعلنت الناطقة باسم برنامج الأغذية إيميليا كاسيلا في تصريح الى وكالة «رويترز» أن «ثمة ظروفاً تشبه المجاعة في البلد (اليمن)». وأضافت من مقر البرنامج في روما أن تلك الظروف تتضح في مناطق من تعز والحديدة ولحج وأبين وصعدة على رغم صعوبة الوصول إلى تلك المحافظات. وقالت: «تلك المحافظات هي التي لها أولوية، فيها أحياء في مناطق ظروفها تشبه المجاعة»، مضيفة أن الأسر في تلك المناطق تتلقى حصصاً غذائية كاملة.
وأشارت إلى أن هناك حوالى 6.7 مليون شخص في اليمن مصنفون بأنهم في المرحلة الرابعة من المقياس الدولي للأمن الغذائي، فيما تشكل المرحلة الخامسة المجاعة. وقالت «نحتاج حقاً للتحرك الآن قبل أن تسقط البلاد في حالة مجاعة في شكل رسمي».