المواطن / متابعة
أكد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك ، السفير عبدالله السعدي في كلمة الجمهورية اليمنية ، أمام مجلس الأمن الدولي بجلسة النقاش المفتوح حول الأطفال والنزاع المسلح، أن مليشيات الحوثي الإنقلابية دمرت حياة أكثر من 4 مليون طفل يمني، مؤكداً إن أي حل للصراع في اليمن لن يكون إلا بإنهاء الإنقلاب ، وإستعاداة مؤسسات الدولة.
وأوضح المندوب السعدي بأن مليشيات الحوثي دفعت بمعظم أطفال اليمن إلى البحث عن عمل جرّاء ظروف الحرب التي شنتها ، مستغلة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية للأسر اليمنية، والدفع بهم إلى جبهات القتال ، واغراءهم مالياً لإعالة أسرهم والالتحاق بصفوف الميليشيات ، والزج بهم إلى محارق الموت ، مجدداً التأكيد على أن حل الصراع في اليمن لن يكون إلا بحل جذور هذا الصراع المتمثل في إنهاء الإنقلاب ، واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة ، وتحقيق السلام المستدام وإنهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق السلام المبني على المرجعيات المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، في مقدمتها القرار 2216.
وقال السعدي “يصادف شهر أغسطس من هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لقرار مجلس الأمن رقم 1882 (2009)، والذي يسلط الضوء على الأطفال والنزاع المسلح، إذ قامت المليشيات الحوثية المسلحة في حربها الهمجية على الشعب اليمني بتجنيد أكثر من 30 ألف طفل يمني واستخدامهم في الصراع، مما جعلهم عرضة للانتهاكات وأعمال القتل والتشويه والعنف الجنسي ، والحرمان من وصول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى مقتل 3 ألف و 279 طفلاً وطفلة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ، وقانون حقوق الإنسان والاتفاقيات والبروتوكولات الخاصة بحماية حقوق الطفل.
وأشار إلى أن عمليات التجنيد شملت طلاب وطالبات المدارس ، ودور الأيتام وملاجئ الأحداث والمجتمعات المحلية، وعملت المليشيات الحوثية الإنقلابية على حرمانهم من التعليم، حيث حرمت مليون و 600 ألف طفل من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين فقط، وأقدمت على قصف وتدمير ألفين و 372 مدرسة جزئياً وكلياً، واستخدامت أكثر من ألف و 600 مدرسة كسجون وثكنات عسكرية، وهذا يجعل حياة الأطفال في خطر، وحصل ذلك في عدد من المدارس منها على سبيل المثال مدرسة الراعي الابتدائية في سعوان – محافظة صنعاء في ابريل الماضي، انفجر مخزن صواريخ تابع لتلك المليشيات بجوار المدرسة أدى إلى وفاة 15 طالبة وإصابة 102 أخريات، بالإضافة إلى ماخلفه الانفجار من هلع وخوف وآثار نفسية على مئات الطالبات حتى إن بعضهن رفضن العودة إلى المقاعد الدراسية.
وتابع السفير السعدي: وفي 29 يوليو 2019 قصفت المليشيات الحوثية بقذائف الكاتيوشا سوق آل ثابت في محافظة صعدة وراح ضحية هذا الاعتداء 10 شهداء و 20 مصاباً ، معظمهم من الأطفال والنساء في حصيلة غير نهائية، وأعرب عن إدانة الحكومة اليمنية بأشد العبارات تلك المجازر التي ترتكبها مليشيات الحوثي المسلحة بحق المدنيين ، والمسارعة لإدانة جرائمها ولبس ثوب الضحية وخداع المجتمع الدولي على حساب أطفال اليمن، الأمر الذي أضحى واضحاً للجميع.
وشدد على أن أطفال اليمن يتعرضون لأبشع أنواع القتل والمعاناة ، والتجنيد والحرمان من حقوقهم الأساسية التعليمية والصحية والاجتماعية بسبب المليشيات الحوثية، بصورة تعكس مدى بشاعة هذه الجماعة، واستهتارها بحقوق الأطفال، والقوانين الدولية التي نصت على حماية حقوقهم ، بل إن أطفال اليمن المتواجدين في مناطق سيطرة تلك المليشيات يتعرضون لعمليات تسميم فكري ممنهج ، من خلال التعبئة العقائدية المشوهة وتحريف المناهج الدراسية بمفاهيم تقدس مظاهر العنف والطائفية ، الأمر الذي سيكون له تأثير طويل الأمد على مستقبل الأجيال القادمة إذا لم يتم استئصال هذه الأفكار والمفاهيم المتطرفة.
كما أكد التزام الحكومة اليمنية التام بحماية الأطفال وعدم الزج بهم في الصراعات المسلحة، وهو التزام عملي ترجمته الحكومة من خلال الإجراءات التي تشمل الاتفاق مع مكتب المبعوث الخاص للأطفال والنزاع المسلح على إنشاء نظام لتسجيل المواليد والوفيات من أجل الرجوع إليه في تحديد العمر للمتقدمين للخدمة العسكرية ، وإنشاء وحدة في الجيش اليمني لحماية الأطفال، وكذا تدريب قوات الجيش اليمني من أجل حماية الأطفال.