المواطن/ كتابات -عيبان السامعي
تحل اليوم ذكرى حدثين مهمين في مسار ثورة 11 فبراير:
الذكرى ال8 لمجزرة الكرامة.
والذكرى ال6 لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني.
مثلت مجزرة الكرامة التي ارتكبتها قوات نظام المخلوع ضد المعتصمين السلميين في 18 مارس 2011م بساحة التغيير بالعاصمة صنعاء جريمة العصر وأبانت للعالم بجلاء الطبيعة الفاشية للنظام.. فظهر عارياً من كل أوراق التوت التي كان يتستر بها طوال حكمه ورسم حدود المواجهة مع الشعب وقوى الثورة بالدم والنار.
ولايزال النظام المجرم وحلفاؤه يرتكبون أفظع الجرائم الوحشية بحق المجتمع.. ولكن الأهم من ذلك هو أن معركة الكرامة لا تزال مستمرة ضد الاستبداد والقهر والإفقار والإدقاع وفي سبيل تحقيق العيش الكريم والحرية والاقتدار الوطني.
ولعلنا بحاجة لإعادة التأكيد على أن تحقيق التطلعات الشعبية المشروعة لا يتم بالأماني بل باجتراح المستحيل وتقديم الكلفة اللازمة.
**
جاء انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 مارس 2013م لاستعادة زمام المبادرة الثورية وصياغة عقد اجتماعي يستوعب تطلعات الشعب ومطالب الثورة.
وقد مثّل مؤتمر الحوار الوطني حاجة سياسية واجتماعية ووطنية, فقد انبثق عن مسار نضالي خاضه الشعب اليمني منذ يوليو 2007 باندلاع انتفاضة الحراك السلمي الجنوبي وصولاً إلى ثورة 11 فبراير 2011م.
وقد أسس مؤتمر الحوار الوطني لحالة سياسية مغايرة, فقد قدم قوى اجتماعية جديدة إلى المشهد الوطني كالحراك الجنوبي والمرأة والشباب والمجتمع المدني.
وترجم التطلعات بتحقيق أهداف الثورة وحل القضايا الوطنية , ووضع البلاد على طريق التغيير الفعلي بالانتقال إلى شكل الدولة الاتحادية؛ إلا أن قوى الثورة المضادة ممثلة بتحالف (الحوثي والمخلوع صالح) استنفرت قواها وسعت لتقويض هذا المسار الوطني اللامع ففجرت حرباً شعواء لا يزال شعبنا يكتوي بنارها.
وفي المجمل نستطيع القول: إن وثيقة مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور قد وضعت في أيدي اليمنيين السلاح الأمضى لخوض معركة المستقبل.
وهنا تكمن المهمة التاريخية لقوى الثورة والتغيير..