المواطن/ كتابات – عيبان السامعي
البعض من اليساريين حزين على مغادرة بوتفليقة السلطة في الجزائر!
بوتفليقة الكسيح الذي استمر في حكم الجزائر لعقود حتى أصبح عاجزاً بالمعنى الاكلينيكي والسياسي.
خروج بوتفليقة من السلطة لم يكن بمحض إرادته او ناتج عن قناعة ذاتية “ففاقد الشيء لا يعطيه”؛ بل فرضت عليه الطبقة السياسية الحاكمة في الجزائر لكي تنقذ نفسها وتعيد إنتاج ذاتها بوجه جديد.
تظن الطبقة السياسية الحاكمة في الجزائر أنها بهذه الخطوة قد اصبحت بمنجاة من التغيير..
وفاتها أن التغيير قانون حتمي ووجوبي الحدوث.
ولليسار الحزين على بوتفليقة.. نذكّره بأن الرجل هو أحد الحكام الذين حولوا اوطانهم إلى ضيعة خاصة بهم وبالطبقة السياسية الحاكمة.
إن حزن اليسار هذا يكشف عن ظاهرة خطيرة تحكم الوعي السياسي العربي، تكمن في النظر إلى الحاكم كأب للشعب والرجل الضرورة وسادن التاريخ، وبرحيله يحل الخراب ويضرب اليباب اطناب البلاد.
هذه الظاهرة هي من بنات الاستبداد، حيث يمارس النظام الاستبدادي آليات الهيمنة الايديولوجية عبر مؤسسات الاعلام والتعليم ودور العبادة في زرع وتكريس المفاهيم والقيم الثقافية الاستبدادية في الوعي العام وهي مفاهيم وقيم تؤبد حكمه وتصوره وكأنه القدر المحتوم للشعب.
يستحق الشعب الجزائري كما الشعب اليمني والشعب المصري والشعب السوري والشعب السعودي والشعب السوداني والشعب القطري وكل شعوب المنطقة حكاماً ديمقراطيين منتخبين بحرية وإرادة شعبية ويمثلون مصالح شعوبهم.. لا حكاماً متكلسين ومتخمين يحولون البلاد إلى ملكية خاصة بهم وبحاشيتهم ويمارسون اللصوصية السياسية ويواجهون مطالب شعوبهم بالقمع الوحشي أو بالمناورات الخائبة..!
من صفحة الكاتب بالفيسبوك