المواطن/ كتابات – نجم السبئي
أقف عاجزا عن الوصف ومترهلا عن التعبير ومتماديا في لغة الحسرة وأتكلم بدرجة عالية من الاستياء وينتابني شعور مخيف حينما نشاهد ونسمع ونتوجع على شبابنا عماد المستقبل وزهرة الأجيال تنتهي بهم الحياة ويلفظون آخر الأنفاس في ما وراء الحدود وتحديدا في منطقة البقع على الحدود اليمنية السعودية ولنا مع ذلك واقع مؤلم وحسرة تدفن بين أعماق الضلوع ….
مشرعة وحدنان وصبر الموادم و المسراخ وشرعب السلام وجبل حبشي والحجرية وأجزاء كبيرة وواسعة من ريف تعز كل هذه المناطق كانت الضيحة الأكبر والفريسة السهلة لهذا المشروع الخبيث والذي يسعى إلى تدمير البنية المستقبلية لمدينة تعز حينما تساق المئات من الحافلات يوميا إلى جبهات الحدود حاملة شبابنا وهم في مقتبل أعمارهم وفي مستهل حياتهم وزهؤة شبابهم والتي يقتلها أولئك الفئة اللئيمة من سماسرة الحدود ما بين الإغراء والتمثيل والمقارنة يقع شبابنا في المصيدة .
ذبل الكلام !!!!!
تنتابني الغرابة حينما أصبح الشارع التعزي منبر الثقافة والعقل وصوت الأحرار والثورة يقف مستعجما ومتناسيا لهذا القضية والتي يراد من خلالها إلى إفراغ تعز من الشباب ومن العمود الفقري لبناء الحضارة وهو ما شجع السماسرة إلى بسط نفوذهم في أجزاء واسعة من مدينة تعز وريفها الجنوبي آخذين من عدم وجود الرقابة حافزا رئيسيا لعملهم ولاستمرار وقاحتهم …..
إلى المجتمع المدني في تعز إلى كافة الناشطين والناشطات إلى جميع المواطنين والمواطنات إذا لم يؤخذ موقف حازم تجاه هذه القضية سنرى بعد سنوات قليلة مدينة تعز خالية من روح الشباب وسنرى في الأشهر القليلة القادمة مئات الجنائز تساق من جبهات الحدود باتجاه تعز إن لم يدفنوا هناك ….
احترقت تعز
قصفت
دمرت
أكل الخراب بعض أجزائها
وهاهي اليوم تلبس ثوب الحزن مع كل شهيد تسمعه نحيب أهله ويزداد أنينها مع كل قطرة دم تسقط من أبنائها وتزداد انكسارا كلما استمرت الحرب تنهش من جسدها القائم ….