المواطن/ أفق
د/ عبدالحافظ نعمان
السيد غريفيث نتاج مدرسة غنية بالتجارب والعبر الأستعمارية ، وفِي فض الخلافات والنزاعات التي تنشب بين الأسر الحاكمة للمستعمرات او من في حكمهم ، يساعده في ذلك ، إلمامه بتاريخ العائلات اليمنية جنوباً وشمالاً ، لا يختلف الوضع كثيراً عما كان عليه الحال في السابق ، لهذا تبقى الأدوات هي نفسها مع تعديلات بسيطة بحسب تغير الظروف.. ، السياسة لا تُدار انطلاقاً من نظريات الحق والعدل الا بحدود ما تخدم مصالح الدول ذات الباع الطويلة في شئون المجتمعات المتقاتلة ، اما الحقوق فمجرد مواد درسية تُعلم في الجامعات لا أكثر .. صحيح هناك من المثقفين الغربيين ممن يتعاطفون مع القضايا العربية والأسلامية ، وهم في ذلك يشذون عن نهج حكوماتهم وأساليبها الاستعمارية ، وأحياناً يدفعون أثمان باهضة لمواقفهم تلك ، الا ان اصواتهم غالباً ما تذهب سدىً نتيجة انشغال النخب العربية والاسلامية بقضايا ثانوية تفتقر الى التفاعل الجاد والإيجابي مع مواقف المثقفين الغربيين ، مما تتسبب بخذلان لهذه للمواقف الأنسانية … هناك الكثير من النماذج الغربية التي ترفع صوتها رفضاً للسياسات العنصرية الأسرائيلية ضد شعبنا في فلسطين ، وقد ذهب بعضهم الى مقاطعة الجامعات الأسرائيلية وكذلك استيراد المنتوجات الأسرائيلية التي تُصدَّر من الاراضي العربية المحتلة ، الا ان ذلك لا يترك اثره على الرأي العام العربي والأسلامي بسبب الجهل وخلافات لا تمت بصلة الى واقع العصر .
السيد مارتن جرڤث يمتلك قدراً من الكاريزما الإمبريالية حين يتحدث لوفدي اليمن المتخاصمين ، يتصور انه مندوب عن الامبراطورية البريطانية وليس مندوباً عن الامين العام للأمم التحدة ، أفكاره ليست في رأسه ، هو يخرج افكاراً من جيبه ، ينثرها على الطاولة ، وعلى الجميع ان يتموضع وفق ما تمليه توزع هذه الافكار على الطاولة … قال احد الخباث انه يجيد سياسة الاستدراج ، ، لهذا يقبلون السير كالعميان ، كل الى مربعه المرسوم … طبعاً يستفيق البعض ، يرفع من عقيرته احتجاجاً ، لكن سرعان ما يلحق بالركب ….
اللورد كرومر كان مسئولاً عن التعليم والمالية خلال الاستعمار البريطاني لمصر ، سأله احد الصحفيين المصريين عن سياسته في حكم مصر ، رد عليه اللورد كرومر قائلاً ؛ نحن لا نحكم مصر ، نحن نحكم حكام مصر … ترى من يحكم حكام اليمن… ؟؟؟