المواطن/ خاص – محمد حاج
تشهد مدينة الحديدة اليوم الثلاثاء هدوء تام للمعارك المسلحة بين قوات العمالقة الجنوبية الموالية للشرعية والمسنودة بقوات من التحالف العربي من جهة، ومقاتلي جماعة الحوثي الإنقلابية من جهة ثانية.
المعارك توقفت بعد التوقيع في ستوكلهام على إتفاق بين الجانبيين برعاية اممية يقضي بوقف المعارك والتقدمات من قبل اطراف الصراع، وتسليم مدينة ومينااء الحديدة لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.
إتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بعد منتصف ليل امس الاثنين، وشهدت مدينة الحديدة هدوء تام ساد مختلف احياء المدينة.
مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث قال إن البوادر تشير إلى أن هناك نية حقيقة من اطراف الصراع تريد صناعة السلام، وأن تنفيذ الاتفاق يسير بشكل جيد.
الحرب الدائرة في المدينة كانت قد هددت عمل ميناء الحديدة الذي يعد المنفذ الرئيسي والوحيد امام المساعدات الانسانية المقدمة لليمن، بالاضافة إلى بضائع التجار التي تزود اليمنيين بمختلف المواد الاساسية، ولو توقف عن العمل ستكون اليمن بين قوسين او ادنى من مجاعة محتملة تصيب كل اليمنيين دون اسثناء، والتي كانت بوادرها قد طفت على السطح، حيث تقول التقديرات الاولية إلى وفاة مايقارب 85 الف طفل بسبب سوء التغذية .
وقف إطلاق النار اعلن عنه في وقت سابق ودخل حيز التنفيذ، ويشمل إتفاق وقف إطلاق النار راس عيسى وميناء الحديدة، في العاصمة السويدية ستوكلهولم، وتاخر تنفيذه بسبب عديد من الاشكاليات.
محمد علي الحوثي رئيس مايسمى باللجنة الثورية العلياء التابعة لجماعة الحوثي اعلن عبر حسابها في تويتر عن التزامهم التام بوقف المعارك في المدينة .
ووجهت حكومة الرئيس الشرعي للبلاد عبده ربه منصور هادي وجهت اوامر لقيادتي المنطقة العسكرية الرابعة ومحور الحديدة لوقف العمليات العسكرية ابتداء من منتصف ليل امس.
جريفيت وفي مقابلة خاصة اجرته معه قناة البي بي سي البريطانية قال المشكلة ان هناك حاجة لفصل القوات لان الافراد من الجانبيين يلجأون للسلاح حين يرون اي سلوك يعتبرونه استفزازياً لهم، ولذلك كان متوقع ان تستمر الامور هكذا.
اتفاقية صناعة السلام نصت على ان يقوم الطرفان بإعادة إنتشارهما في المدينة والموانئ إلى مواقع خارج المدينة، وتسلم المدينة والميناء لقوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة.
المرحلى الاولى لإعادة الانتشار تتمثل في انسحاب القوات من الموانئ والمناطق الحيوية .
غريفيت قال بحلول العام نامل ان نكون قد وصلنا إلى فصل القوات، ويجب ان نكمل عملية إعادة الانتشار خلال 21 يوم من دخول الاتفاقية حيز التنفيذ.
و يشمل الاتفاق الانسحاب الكامل من الطريق الرابط بين ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء، ويعد خط حيوي لنقل المعونات الإنسانية.
كما تنص الاتفاقية على تبادل الاسرى وتسهيل إيصال المساعدات إلى مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيون.
الحرب في اليمن طوال السنوات الاربع الماضية اسفرت عن مقتل 6600 مدني حسب الامم المتحدة.
و تسببت الحرب الدائرة في البلاد بنزوح عديد من الاسر اليمنية خارج البلاد، بالاضافة إلى من نزح بين مدينة واخرى، وتعرض مئات المنازل للتدمير والقصف.
وعلى إثر الحرب انتشرات في البلاد امراض عديدة ابرز تلك الامراض وباء الكوليراء وحمى الضنك الذي اصاب مايزيد عن مليون شخص، واخرون مهددون بالاصابة.
وتشهد البلاد حرب منذ مايقارب الخمس السنوات بين القوات الحكومية والمسلحين الانقلابيين، تدخل فيها التحالف العربي لاستعادة الشرعية بعد ان كان قد فر خارج البلاد بعد سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء نهاية عام 2015م .