المواطن-متابعات
أكد الاستاذ علي الصراري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ان الرئيس عبدربه منصور هادي هو الضمانة لبقاء اليمن موحدا، كونه يمثل اليمن شماله وجنوبه ولا توجد قوى أخرى تستطيع ان تقول انها تمثل كامل اليمن.
جاء ذلك في كلمته خلال ندوة آفاق مستقبل اليمن التي نظمها المركز الثقافي اليمني في السفارة اليمنية بالقاهرة، برعاية سعادة السفير د. محمد مارم ووزير الثقافة مروان دماج.
و تحدث الصراري عن مشروع استعادة الدولة اليمنية، من اربع نقاط النقطة الاولى تتعلق بشراكة اليمن مع دول التحالف العربي، والثانية تتعلق بشرعية الرئيس هادي والثالثة تتعلق بالاوضاع القائمة في المناطق المحررة فيما تتعلق النقطة الرابعة بالجيش الوطني.
وفيما يلي نص الكلمة
مساء الخير اخواتي، مساء الخير اخواني
احييكم جميعاً وفي المقدمة سعادة السفير وأصحاب المعالي الاخوة الوزراء، وأحييكم جميعاً بهذه المناسبة التي نجتمع اليوم حولها، ولأول مرة تمتلك مثل هذه المناسبة هذه الخصوصية.
ملتقى اليوم ليس لممارسة الدعاية الجوفاء وانما نلتقي لنتحدث عن آفاق المستقبل، وهذا بالضبط الاحتفاء الحقيقي بذكرى 22 مايو.
في 22 مايو 1990م كنا نطمح الى بناء مشروع يمني ديمقراطي وحدوي كبير، ولاحظوا بعد 28 سنة تراجع مطلبنا الى استعادة الدولة اليمنية، وهو مطلب أول قبل ان نتحدث عن المشروع الديمقراطي الوطني الكبير الآن نتحدث عن استعادة الدولة التي خرجت من بين أيدينا، وتكاد تذوب في الرمال.
طبعاً هذا انتكاسة كبيرة في مسار التاريخ، ولكن التاريخ هو هكذا، صعود وهبوط، تقدم وتراجع، ولا شك أن اليمن قادر على أن ينهض من هذه العفى، وأن يواصل مسيرته.
ولكن دعونا الآن نتحدث عن مشروع اللحظة الراهنة، وهو مشروع استعادة الدولة اليمنية، وأنا سأجعل حدثي مقتصراً على أربع نقاط فقط.
النقطة الاولى هي ما تتعلق بشراكة اليمن مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي أظهرت التطورات مدى أهمية ان تكون هناك رؤية استراتيجية مشتركة تتفق بشأنها دول التحالف العربي مع الحكومة اليمنية لكي تتحدد مفهوم المهام والمسؤوليات لكل طرف من هذه الاطراف، لأن الاحداث الأخيرة أظهرت للأسف الشديد أن هناك تباينات واختلالات وأن هناك ربما تصدر مسارات هذه المسارات تنطوي على قدر من الخطورة، أخطرها على الاطلاق هو ضياع الدولة اليمنية أو تفتتها.
وانا هنا أقول لن تعود اليمن الى شطرين وانما يمكن ان تذهب الى ما هو أسوأ من ذلك اذا لم تكن هناك رؤية موحدة تجمع التحالف العربي والحكومة اليمنية، وأن تعمل هذه الاطراف جميعاً من أجل تحقيق أهداف موحدة.
صحيح أن التحالف العربي أعلن عند اطلاق عاصفة الحزم انه يسعى لاستعادة الشرعية اليمنية، لكن الاختلالات التي تظهر الآن تؤكد اننا لا نسير بشكل حقيقي نحو تحقيقها، ثم أن المعركة العسكرية طالت كثيراً، ولا أظن بأن الحوثيين يقاتلون بالملائكة حتى يتمكنوا من الصمود لهذه السنوات، ولكن ﻷن جبهتنا العسكرية لا تدار من مركز واحد، ولا تدار ولديها أهداف موحدة، وبهذا استطاع فلول الانقلاب أن يستمر لكل هذه الفترة، مع ادراكنا أنه كان لديها مخزوناً كبيراً من السلاح والذخائر، وبأن دولة النظام السابق كانت قد كدست من الاسلحة والذخائر ما يمكن أن يكفي جيش دولة عُظمى، وطبعاً يستبعد من هذا الاسلحة الحديثة، لأنه لم يكن النظام السابق يفكر بالاسلحة الحديثة، لم يكن يفكر انه ستكون لديه معركة مع الخارج، كانت توجهاته تذهب الى أن معاركه داخلية، ولهذا أكثر من جمع السلاح المتوسط والخفيف والذخائر لخوض معارك داخلية لا تنتهي.
ولهذا أقول الآن علينا فعلاً أن نضع الجميع -نحن كيمنيين وكحكومة يمنية، ودول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية- أمام مسؤوليتنا في انجاز مهمة استعادة الشرعية وهذا يتطلب أن تكون لدينا رؤية مشتركة، أن نتفق على الاليات التي تمكنا من تنفيذ هذه الاستراتيجية المشتركة.
النقطة الثانية هي الشرعية، والشرعية هنا يُمثّل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عنوانها أو رأسها، ويجب أن يكون مفهوم لدى الجميع أن رئاسة عبدربه منصور هادي لليمن في هذه المرحلة هي ضمانة ﻷن يبقى اليمن موحداً، هو الذي يمثل اليمن بشماله وجنوبه، لا توجد قوى اخرى تستطيع أن تتحدث عن انها تمثل اليمن بشماله وجنوبه.
ثم ان الرئيس عبدربه منصور هادي هو المعترف به دولياً، وقد ذكره قرار مجلس الامن وهو مصدر الشرعية الدولية بأنه رئيس لليمن، وينبغي أن نتعامل هنا مع ممثل الشعب اليمني أمام العالم، ثم أن الرئيس عبدربه منصور هادي هو المؤتمن على مخرجات الحوار الوطني وهي المخرجات التي رسم اليمنيون من خلالها مستقبلهم، حددوا فيها صفة الدولة التي يريدونها، ونوع الحريات التي يطمحون اليها، ونوع الحقوق التي يأملوا أن يتمتعوا بها.
ولهذا أق
ول ينبغي أن تكون المسألة هنا خارج أي شخص آخر، ينبغي القبول برئاسة عبدربه منصور هادي لليمن ولهذه المرحلة حتى انجاز مهام المرحلة الانتقالية، وتُعقد انتخابات ينتخب فيها اليمنيون رئيساً لهم.
وحديثي في هذه النقطة انا أوجهه حقيقة للمؤتمر الشعبي العام الذي لا يزال يعمل خارج اطار الشرعية، ويعتقد أن الشرعية انتهت بانتهاء السنتين التي أعطوها مهله لعبدربه منصور هادي لكي يعيد تسليم الراية، ولاحظوا ان المبادرة الخليجية، وملحقات الالية التنفيذية، وقرار مجلس الامن، نصت جميعاً على أن ولاية عبدربه منصور هادي تنتهي بانتخاب رئيس جديد وتوليه لمهام السلطة.
اذا كانت المرحلة الانتقالية قد واجهت اشكالات، وجميعكم تعرفونها، كانت حكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تعيد الكهرباء من مارب، ﻷن هناك من ينظم قطع الكهرباء، وقطع الطرقات، وقطع انبوب النفط، واثارة الشعب في كل مكان لكي تفشل المرحلة الانتقالية، ومع ذلك كان هناك صبر وصمود ومحاولة للتغلب على كل هذه الصعوبات من أجل أن يخرج اليمن من هذا المأزق.
الآن أقول لا معنى ﻷي عمل خارج الشرعية وخارج الاعتراف برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، الا شيء واحد وهو الاستمرار في الانقلاب الحوثي، (انقلاب 21 سبتمبر) وهو ليس انقلاب حوثي فقط، هو انقلاب شارك فيه آخرون، ونريد أن نسمو على الجراح، نريد أن ننتقل فعلاً، نريد فعلاً أن نوحد كل أمور الشعب من أجل أن نواجه هذا الانقلاب، وهذه العصابة، لكن هناك حقائق لا بد من اخراجها، الاعتراف بشرعية الرئيس هي الاساس الأولي للعمل من أجل استعادة الدولة، وأيضاً لاحظوا أن اليمن الآن بكل سهولة يمكن أن يتشرخ، وكل واحد ممكن أن يدعي الشرعية، الذي في الجنوب والذي في الشرق والذي في الغرب، والذي في الشمال، والذي في الوسط، كل واحد يستطيع أن يدعي انه أيضاً شرعيته لا تختلف عن الآخرين، ومن حقه أن يخرج بهذه القطعة من الارض ويتحكم فيها.
لهذا أقول القضية رقم واحد لإستعادة الدولة يتأتى من الاعتراف أن الرئيس عبدربه منصور هادي، هو رأس الشرعية وممثلها، وهو المؤتمن على مخرجات الحوار الوطني، وينبغي أن تلتف من حوله كافة القوى من أجل فعلاً أن نحقق الهدف الذي اسميناه بـ “استعادة الدولة اليمنية”.
النقطة الثالثة تتعلق بالاوضاع القائمة في المناطق المحررة، وهي أوضاع لا تسر الصديق ولا تسر العدو، أوضاع صعبة، وانا قبل أيام التقيت بباحثة أجنبية زارت صنعاء وزارت عدن، للاسف الشديد صدمتني عندما قالت لي انه نسبياً أوضاع صنعاء أفضل من أوضاع عدن، نسبياً تقول بالمطلق، ولكن الامر يتعلق بنواحي معينة.
أقول هنا أن المناطق المحررة لا نحس بانها تُدار من قبل الحكومة، ومن قبل حكومة الشرعية، هذا يتطلب فعلاً -وهنا نعود الى النقطة الاولى التي هي الاستراتيجية المشتركة مع التحالف العربي- يتطلب أن التحالف العربي يلعب دوره في توحيد القوى المحلية، في توحيدها وجعلها تعمل في اطار الشرعية، ثم اننا نحتاج في المناطق المحررة أن نبني نموذجاً يكون هذا النموذج جذاب للناس في المواقع الخاضعة لقوى الانقلاب، وهذا بمعنى انه علينا أن نعتتي بالخدمات ونعتني بمصالح الناس ونؤمن المرتبات بشكل دائم وليس منقطع، أن يكون هناك إحلال حقيقي للأمن، للاستقرار، وتوحيد الاجهزة الامنية وان تعمل تحت ادارة موحده، هذه انا اعتقد ستكون مصدر الهام للمواطنين في المواقع الخاضعة للانقلاب لكي يصطفوا الى جانب الشرعية وأن يدعموا تقدم الجيش الى مناطقهم.
النقطة الرابعة والاخيرة تتعلق بالجيش، وباختصار شديد لا نستطيع أن نهزم الانقلاب الا بقوة عسكرية احترافية، الاعداد الكبيرة التي يجري تسجيلها غير مدربه، وغير فعالة عسكرياً، ولهذا نقول أن بناء جيش وطني بمعايير وطنية، بمعنى انه لا يجب أن يخضع بأي شكل من اشكال الهيمنة الحزبية او المناطقية القبلية، وأن يكون جيش وطني لكل أبناء اليمن وأن يكون جيش احترافي، المنتمي اليه يأتمر بالامر العسكري وليس بالمزاج او بالضغط، وهذا يتطلب اعادة النظر في التكوينات العسكرية وتوحيدها تحت قيادة عسكرية احترافية وهذا هو طريقنا ﻷن نحقق انتصار عسكري وفي وقت سريع.