المواطن نت- “صحيفة الثوري”
انطلقت، اليوم الاثنين، في العاصمة السعودية الرياض القمة العربية والإسلامية غير العادية، تحت عنوان مشترك للتباحث في سبل وقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة وأزمة العمليات العسكرية المتنامية في لبنان، إضافة إلى مناقشة تداعيات هذا التصعيد على أوضاع المنطقة برمتها.
وتتصدر على طاولة القمة عدة قضايا ذات أبعاد إنسانية ودبلوماسية، على رأسها مسألة تسهيل إيصال المساعدات العاجلة إلى القطاع المحاصر، وسبل دفع المجتمع الدولي للتحرك الجاد نحو إنهاء النزاع.
موقف سعودي من العدوان الإسرائيلي: “تجديد الرفض القاطع”
وفي كلمته، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض المملكة “القاطع للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان”، مشددًا على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ومعلنًا عن استمرار التحالف الدولي الذي يسعى لتجسيد حل الدولتين كحل مستدام للصراع. كما دعا ولي العهد إلى تسهيل عمل الوكالات الإنسانية في غزة، مؤكداً دعمه الكامل لأن تصبح فلسطين عضوًا كاملاً في الأمم المتحدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحقوق السيادية الفلسطينية في المحافل الدولية.
محمود عباس: مطالبات بوقف عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القادة العرب والمسلمين إلى “تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة” ما لم تلتزم بالمعاهدات الدولية وتنهي جرائمها بحق الشعب الفلسطيني. كما شدد على ضرورة إنهاء الاحتلال وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، موجهًا دعوة عالمية إلى إعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل ما دامت تنتهك القوانين الدولية وتنفذ سياسات تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني، حسب تعبيره.
مصر: رفض أي تهجير قسري
بدوره، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض بلاده لأي محاولة لتهجير المدنيين الفلسطينيين قسرًا، واصفًا هذا التوجه بأنه تهديد لاستقرار المنطقة. وأكد على ضرورة تحقيق السلام عبر حل الدولتين، مستندًا إلى حدود عام 1967 وجعل القدس الشرقية عاصمة لفلسطين. كما شدد السيسي على التزام مصر بدعم استقرار لبنان، داعياً إلى وقف إطلاق النار بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 1701.
نجيب ميقاتي: لبنان أمام “أزمة تاريخية
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي فقد أشار إلى “أزمة تاريخية غير مسبوقة” يعاني منها لبنان بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا على خصوصية المجتمع اللبناني المتعدد، وشاكرًا الدول التي دعمت لبنان في هذه الأزمة.
أحمد أبو الغيط: “لا سلام مع القتل والتنكيل”
من جهته، صرّح أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط بأن “سلبية المجتمع الدولي” أدت إلى توسع العدوان الإسرائيلي، وأكد أنه لا يمكن تحقيق السلام ما دام هناك قهر وتنكيل بحق الفلسطينيين. ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرًا إلى الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان غزة.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني: دعم لفلسطين ورفض للحوثيين
وفي كلمته خلال القمة، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي موقف بلاده الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى دعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال وإقامة دولته المستقلة. كما دان العليمي العدوان الإسرائيلي على لبنان، مؤكدًا تضامن اليمن مع الشعب اللبناني في مواجهة التحديات التي يعيشها.
وفيما يخص الوضع اليمني، رفض العليمي ممارسات مليشيا الحوثيين في البحر الأحمر، معتبرًا أنها تعمل على عسكرة المياه الإقليمية اليمنية. وأضاف أن تدخلات الحوثيين في الصراع الإقليمي قد فاقمت الأزمة في اليمن وزادت من تعقيد الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها الشعب اليمني.
إجماع عربي على رفض التصعيد
وخرجت القمة بموقف موحد يدين الاعتداءات الإسرائيلية، داعية إلى الوقف الفوري للحرب وإيصال المساعدات إلى غزة، وفرض حظر على توريد الأسلحة إلى الاحتلال. كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية لتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية والسعي لحل سياسي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.
تسعى هذه القمة إلى توحيد الجهود العربية والإسلامية، والتواصل مع المجتمع الدولي لضمان استمرار الضغط على إسرائيل، في ظل حاجة ملحة لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة تمزقها النزاعات وتعصف بها الأزمات الإنسانية.