غزوان طربوش
عندما نسمع عن حوادث مأساوية تطال الأطفال، يهتز قلبنا وتتحول الكلمات إلى صخب من الغضب والحزن. واحدة من هذه القصص الصادمة هي قصة صابر حسان، الذي توفي بشكل مأساوي بعد أن أصبح ضحية لجريمة قتل بشعة في بلده الذي يعاني من الفوضى والصراعات المستمرة، اليمن.
في بلادٍ لم يعد العيش فيه ممكنًا حتى للطفولة، تُنتهك حرمتها بلا رحمة. صابر حسان، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، كان يعيش في صنعاء، العاصمة اليمنية، حيث قرر شراء كيلو دقيق من أحد المحال، لكنه وجد الدقيق فاسدًا عندما عاد إلى منزله. حين حاول إعادته، تصاعدت الأمور وتحولت إلى كارثة، حيث اعتدى عليه صاحب المحل بوحشية وانتهى به الأمر بفقدان حياته على يد هذا الجاني اللا إنساني.
ما حدث لصابر ليس مجرد حادثة فردية، بل هو نموذج للمأساة التي يعيشها الأطفال في اليمن، حيث تُشوّه حياة الأبرياء بالعنف والقسوة ويُجرح أحلامهم وآمالهم بالمستقبل. إنها صورة مروعة للواقع الذي يعيشه الناس في بلادٍ تعصف بها الحروب والصراعات، وتعجز السلطات عن تأمين الحماية والأمان للمدنيين، وخاصة الأطفال الذين يعتبرون الضحية الأبرز لهذه الظروف القاسية.
إن فقدان صابر حسان يجب أن يكون دفعة قوية للتفكير بجدية في حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم. يجب على الحكومة والمجتمع الدولي أن يعملوا بشكل متكامل لوضع حد لهذا الجحيم الذي يعيشه الأطفال اليمنيون، وأن يضعوا حدًا للانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي يتعرضون لها يوميًا.
لنكن صوتًا للأطفال اليمنيين، ولنعمل معًا لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي تمزق قلوبنا وتحطم أحلام الأطفال في بلد لم يعد العيش فيه ممكنًا حتى للطفولة.