أحمد طه المعبقي
لدينا سلطة محلية تدير الأمور بعقلية الشلة والجماعة، ولم تستوعب حتى الآن في قاموسها مفهوم المصلحة العامة والعيش المشترك، وفي الجانب الآخر لدينا مجلس رئاسي معزول عن قضايا المجتمع و يعيش في حالة خلوة مع نفسه ، وصار بعيداً كل البعد عن مايجري في المحافظات الواقعة تحت سيطرته، نستطيع القول بإن انعزال المجلس الرئاسي عن قضايا المجتمع، صار طقساً تعبدياً، هذا الطقس التعبدي ، لايختلف عن طقوس رهبان الكنيسة، ومتصوفة الإسلام المغالون- الهاربون عن واجباتهم.
على أي حال نستطيع القول بأن هروب المجلس الرئاسي عن مسؤوليته، في معالجة الوضع المأزوم التي انتجته سلطة تعز- هذا الهروب يكشف لنا يوم بعد يوم عدم جدية المجلس الرئاسي عن استعادة القنوات القانونية لمؤسسة الدولة، ويؤكد لنا أيضا بأن المجلس هو نفسه مأزوم مثله مثل السلطة المحلية بتعز ، التي لم تستفيد من الإرث الثقافي والحضاري والإنساني المتراكم، وتجعل من تعز الأرضية التي ينطلق منها نحو بناء الدولة الاتحادية العصرية، فالأخير لايمكن الحديث عن استعادة اليمن المخطوف، دون احداث حركة إصلاحات جذرية وحقيقية تعيد هيبة القانون، وتخلق نموذجاً يقتدى به