إذا فكرت أن تقوم بكتابة قائمة بالصفات و المميزات التي تجذبك إلى الأشخاص المميزين لديك، فمن المرجح أن تتضمن تلك القائمة مجموعة واسعة من الصفات الجسدية مثل ابتسامة كبيرة، وبنيان قوي أو المظهر الرياضي، فضلاً عن بعض السمات الشخصية ، مثل الرحمة والشجاعة.
إلا أن البحوث أثبتت أن بعض أنواع الحيوانات مثل الباندا تحرص على الاختيار بعناية لخاطبيها ربما بطريقة أفضل من البشر بحسب موقع “كير 22”.
تكامل السمات الشخصية
فقد كشفت دراسة حديثة، نشرت في مجلة “Biological Conservation”، أن الباندا العملاقة تبحث عن الرفقة الجيدة على أساس السمات الشخصية التي تكمل سماتها الخاصة بها. وهذا البحث مفيد بصفة خاصة لعلماء الحفاظ على الكائنات، الذين يبدون الفضول حول الطرق التي تضمن لمزيد من أزواج الباندا اقترانا يؤدي إلى نسل صحيح البنية، من أجل الحفاظ على هذا النوع.
وفي العام الماضي، أعلن “الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة” إعادة تصنيف الباندا العملاقة على أنها “ضعيفة”، وهذا يعني أن الجهود المبذولة للحفاظ على تلك الأنواع، وإن كانت تبدو مفيدة، إلا أنها ليست فعّالة بالقدر اللازم بعد، وذلك لأن هناك فقط حوالي 2000 من الباندا العملاقة التي تعيش في البرية اليوم، ومعظمهم من البالغين.
ومن المأمول أن تساعد جهود الحفاظ عليها إلى معرفة المزيد عن سلوكياتها في التزاواج ، في كل من حدائق الحيوان ، وأماكن معيشتها الطبيعية.
وتعتبر حديقة حيوان “سان دييغو زوو غلوبال” موطناً لبرنامج ثوري لتربية الباندا العملاقة، منذ وصول الباندا الأنثى “باي يون” في عام 1996.
وقالت الحديقة إنها نجحت في إنجاب أول دفعة من أشبال الباندا الباقين على قيد الحياة على أرض الولايات المتحدة آنذاك، مما أثار تفانياً شرساً نحو المزيد من فهم سلوك الأنواع المحيطة من حيث التناسل، والحمل وأبوة وأمومة الباندا.
تقييم خصائص الباندا الشخصية
وشارك علماء الاحياء في حديقة الحيوان في الدراسة الأخيرة من خلال تقييم بعض الخصائص الشخصية في الباندا العملاقة في تلك المنشأة.
فقد صنفوا كل حيوان على أساس موازين العدوانية، وقابلية الاستثارة والخوف والقدرة على الاستكشاف، وغيرها من المقاييس. وبعد رؤية كل دب أخفق في بلوغ تلك المقاييس، فقد لاحظوا تفضيلاتهم بالنسبة للرفاق المحتملين. واتضح أن بعض الصفات كانت أكثر توافقاً مع بعضها البعض من غيرها.
على سبيل المثال، كان أكثر الباندا الذكور قابلية للاستثارة هم الأكثر قابلية للإنجاب وأفضل مع الاناث الأقل قابلية للاستثارة. كما أن الذكور الأكثر عدوانية كانوا أفضل في الاقتران والإنجاب من الإناث الأقل عدوانية، في حين أن المجموعات المعاكسة لم تظهر إلا نجاحاً أقل بكثير من حيث الإنجاب.
إن هذه ليست المرة الأولى التي رأينا فيها العلماء يحاولون معرفة المزيد عن اختيارات الحيوانات منذ بداية عام 20177، ففي يناير/كانون الثاني، اكتشفت حديقة حيوان هولندية كيف يمكن لبرنامج يسمى “الإثارة لقردة الأورغانوتان” أن يساعد الإناث الرئيسيات استخدام التكنولوجيا – على غرار الأسلوب الشائع بين البشر في تطبيق برامج المواعدة، للعثور على القرين المناسب.
وسوف يدلنا الزمن عن مدى قيمة هذه الأنواع من البحوث، فيما يتعلق بالحفاظ على الأحياء وفهم عادات الخطوبة والتزاوج عند الحيوانات، ولكن النتائج أظهرت حتى الآن أننا في الحقيقة لسنا مختلفين عن نظرائنا من أصحاب الفراء.