اربعة عشرة عاما على سقوط بغداد ولم يلمح العراق الحرية بعد حتى إنه تكبل اكثر بقيود الخراب والفقر والعنف والطائفية وفتحت أبواب الجحيم على بلاد الرافدين في عرف الشعوبالحية يوم احتلالها هو يوم أسود وتذهب شريحة واسعة من العراقيين إلى تسمية التاسع من أبريل نيسان 2003 بيوم نكبتهم تتحدث أرقام غير رسمية عن شبه دولة تتنازعها أحزاب متنفذة وينهكها الفساد فمنذ عام 2003 إلى مطلع العام الحالي قتل في عموم العراق أكثر من 430 ألف شخص ذروة سقوط الضحايا كانت خلال رئاسة نوري المالكي الحكومة ما بين عامي 2006 و2014 سجل كذلك نحو ستمائة وعشرين ألف جريح 30 في المائة منهم أصيبوا بعاهات دائمة أكثر من 270 ألف معتقل وسبعة ملايين ونصف مليون مهجر داخل العراق وخارجه نحو ستة ملايين طفل عراقي أصبحوا أيتاما خلال الأعوام الأربعة عشر الماضية أما الواقع الاقتصادي فيحدث عن تفشي منظومة فساد نهبت ثروات العراق وتركت خزائنه خاوية إذ تتجاوز ديون العراق 124 مليار دولار والمفارقة أن إيرادات بيع النفط العراقي منذ احتلاله إلى الآن قاربت 1000 مليار دولار اختفى منها وأهدر ما قيمته 450 مليارا كان واضحا أن إدارة جورج بوش الابن لم تضع خطة لإدارة العراق بعد إسقاط حكم صدام ما أدى إلى تدهور أمني دفع باتجاه تشكيل مجلس حكم انتقالي ثبت مبدأ المحاصصة الطائفية الذي يحكم العراق إلى الآن منحت المحاصصة الغلبة للمكون الشيعي والكردي على حساب المكون السني الذي همش وأهمل وكأن مشاركة بعض السنة في العملية السياسية مجرد تكميل للصورة لا أكثر واتبع حكام العراق منذ اليوم الأول لسقوط بغداد سياسة انتقامية من إرث حزب البعث حلت على أساسها الجيش وهدمت مؤسسات الدولة بشكل عام فراغ كانت أحزاب شيعية محسوبة على إيران هي الأكثر تنظيما أن تملأه وتمسك بخيوط إدارة العراق كحزب الدعوة الحاكم والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية كانت هذه الأجواء نقطة تحول في مستقبل العراق الذي أصبح مرتهنا القرار وبعد أربعة عشر عاماترى الإدارة الأميركية أن هذا الواقع يخالف حساباتها فالرئيس ترامب يعتبر غزو العراق أسوأ قرار اتخذته واشنطن وجني ثماره إيران ويرى بضرورة اتخاذ خطوات لإصلاح العراق بما يوافق مصالح أميركا وتتصدر محاربة تنظيم الدولة والحد من النفوذ الإيراني أولويات ترامب في هذا الاتجاه