المواطن/ كتابات – حافظ عز الدين
تعرفت على الرفيق (الكافي) الاسم الحركي لمحمد عبدالله عبد الهادي . في العام تسعين تحديدا حين تخرجت من الثانويه العامه وتأدية الخدمة الالزامية في التدريس في ١٣ يونيو النشمة واتيحت لي فرصة الانضمام الى صفوف الحزب الاشتراكي اليمني وكانت اولى المحاضرات التي تقليتها انا ورفاقي الجدد على يد الرفيق الكافي ؛ الذي اولى مجموعتنا اهتماما بالغا هو والرفيق سفيان بدير.. واعد لمجموعتنا برنامجا خاصا في التثقيف الحزبي مناسبا لقدراتنا الثقافية والعلمية قدم خلالها الفقيد الكافي محاضرات وتوجيهات في الفكر الاشتراكي العلمي وتاريخ الحزب الاشتراكي اليمني والحركة الوطنية اليمنية وحركات التنوير العربية واليسار العربي والعالمي ؛ و التضامن الاممي ؛ ومصطلحات اليسار واليمين ومحاضرات عن مراحل التطور البشري من المشاعية البدائية والعبودية والاقطاع ووالراسمالية والاشتراكية العالمية كاخر مرحلة من مراحل التطور ؛ وكان الرجل يتمع باسلوب جذاب وبسيط وساحر ؛ وهو ما جعلنا نلازمه فترة توليه السكرتير الاول لمنظمة الحزب الاشتراكي بالمواسط والتي كانت تضم حينها المعافر والمواسط وسامع( حاليا) واخذنا منه وعنه الكثير. وكان يؤكد لنا عن اهمية الجمال والغناء لشعور الانسان، لذا كان كلما لمس منا الاعياء والتعب غنى لنا بصوت شجي، من قصائد الشعر التي كان يحفظها وكان البردوني شاعره المفضل.. والحق أن الرفيق الكافي يتميز بقدرات القائد والمثقف الثوري والمؤثر ؛ المنحدراجتماعيا من طبقة الفلاحين والعمال .. مماجعله هدفا لقوى التخلف والبلادة .لذا كثيرا ما تعرض للمضايقات والمطاردات من قبل جهاز المخابرات الأمن الوطني .. الذي تخلص من الكثير من رواد الحركة الوطنية الديمقراطية .اذ كان الكافي يحتفظ بذاكرته بتاريخ الكثير من هؤلاء القادة لاسيما في تعز واب.. الى جانب ذلك كان الفقيد يتميز بالهدوء وسعة الاطلاع وقوة الحجة ومنطق الاقناع وقوة التاثير في التربية الحزبية وكلها امكانات ومهارات تعلمها من معهد باذيب للعلوم الاشتراكية ومن الدورات الخارجية في الاتحاد السوفيتي ؛ وكل ذلك انعكس في اتساق نظري وعملي في حياته مع ما كان يؤمن به من افكار وقيم الاشتراكية العلمية مع ادراكه العميق لابعاد التحولات والتغييرات الدولية التي انعكست على الاوضاع المحلية وكان ينبهنا لكل ذلك’ أضف الى ذلك بكونه يتكئ و مدرك لقوانين التطور قوانين الديالكتيك وطرق المنهج العلمي التي امدته بقدرة كبيرة على تحليل ظواهر الواقع بابعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكل ذلك مكنه من التنبؤ بالكثير من الاحداث الاحداث التي وقعت فعلا من ذلك احداث حرب صيف ١٩٩٤م وكيف أن النظام المرتبط بادوات الراسمالية العالميةفي المنطقة والتي ستشجعه على شن حروبا على الجنوب مستغلا التحولات العالمية وسيوضف كل الجماعات الارهابية ضد الجنوب وكيف أن نظام صالح كان يعاني من ازمة بنيوية عميقة جعلته عاجزا عن حل المشكلات الحقيقية في الاقتصاد والاجتماع والسياسية والتنمية الشاملة ليهرب عوضا وصرفا للأنظار عن ازمته تلك الى حروب داخلية يغطي بها حقيقة عجزه وفشله في حل كل تلك الملفات والقضايا ؛ اي ادارة البلد بالازمات بدلا عن ادارة الازمات ؛ ومع كل ذلك فان الرفيق الكافي كان يمتاز بالشجاعة ودماثة الاخلاق و وشموخ المبدأ وعلو الهمة وحضور الضمير يرحل اليوم بعد أن زرع اشجار مثمرة في الفكر والواقع والضمير.. سلام عليك ايها الانسان يوم ولدت ويو رحلت ويوم تبعث حيا.