انتقد مخترع شبكة الإنترنت الخطط البريطانية المحتملة لإضعاف التشفير، كما تعهد بمقاومة أي تحرك من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإضعاف مبدأ حياد الإنترنت.
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها السير تيم بيرنرز-لي لبي بي سي، بعدما أفادت الأنباء بأنه فاز بجائزة تورينغ التي تعرف أحيانا بأنها بمثابة جائزة نوبل في علم الحوسبة.
وقال السير تيم إن التحركات نحو تقويض التشفير “فكرة سيئة” تمثل انتهاكا أمنيا كبيرا.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود قالت إنه لا يجب أن يكون هناك فضاء آمن للإرهابيين، يمنحهم القدرة على التواصل عبر الإنترنت.
لكن السير تيم قال إن إعطاء السلطات مفتاحا لفك الرسائل المشفرة سيكون له تداعيات خطيرة.
وهاجم تيم قانون سلطات التحقيق، الذي أقر مؤخرا في بريطانيا قائلا: “فكرة أن تكون الشركات المزودة لخدمات الإنترنت مطالبة بالتجسس على المستخدمين، وأن تحتفظ ببياناتهم لمدة 6 أشهر شيئ مروع”.
وفيما يخص الولايات المتحدة، أبدي تيم قلقه من أن مبدأ حيادية الإنترنت، الذي يعامل المحتويات المتداولة على الإنترنت على قدم المساواة، قد يجري التقليل من أهميته من جانب إدارة ترامب، وهيئة الاتصالات الفيدرالية.
وقال تيم: “إذا تحركت هيئة الاتصالات الفيدرالية باتجاه إضعاف حيادية الإنترنت، سأقاوم ذلك بكل ما أستطيع”.
الرسائل الخاصة
وعبر مخترع الإنترنت عن صدمته إزاء تصويت الكونغرس الأمريكي بإلغاء القوانين التي تمنع مزودي خدمة الإنترنت من بيع بيانات المستخدمين.
وقال تيم إن خصوصية الإنترنت مهمة مثلها مثل الثقة المتبادلة بين المريض والطبيب.
وفي خطاب مفتوح الشهر الماضي بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس الإنترنت، حذر تيم من مشكلة الأخبار الزائفة، التي تنتشر على الشبكة العنكبوتية.
وأضاف أن كل فرد عليه مسؤولية لمواجهة هذه المشكلة، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى.
وقال تيم: “الأشخاص الذين ابتكروا شبكات التواصل الاجتماعي المتنوعة بحاجة إلى أن يراجعوا الطريقة، التي تم بها تأسيس تلك الشبكات”.
جائزة برعاية غوغل
وقال السير تيم إنه “شرف عظيم” له أن يفوز بجائزة تورينغ، التي تمنحها جمعية آلات الحوسبة.
ويعود تاريخ الجائزة إلى خمسين عاما مضت، وتعرف على نطاق واسع بأنها أرفع جائزة في مجال الحوسبة.
ومن بين من فازوا بهذه الجائزة في السابق فينت سيرف وبوب خان، اللذين يعتبران “آباء الإنترنت”، إلى جانب رائد مجال الذكاء الاصطناعي جون مكارثي.
وخلال السنوات الأخيرة رعت شركة غوغل هذه الجائزة، التي تتضمن الآن شيكا بمبلغ مليون دولار.
وسيتسلم السير تيم الجائزة، في احتفال في سان فرانسيسكو في شهر يونيو/ حزيران القادم.