المواطن / كتابات ـ سعيد المعمري
ها نحن نعيش أيام شهر رمضان المبارك .. هذا الشهر الفضيل الذي تتسم لياليه بالحياة العامرة بالمسرات
والأفراح الجميلة .. فيما تتعدد فيه البرامج والموضوعات .. والمسلسلات المتنوعة .. أكانت تلك الموضوعات تتعلق ..
في جوانب دينية .. أم تاريخية إسلامية أم إجتماعية .. وكذا سياسية أو إقتصادية .. وغيرها ولذلك نجد بأن هذه الموضوعات ..
هو ما يتم تحويل موادها إلى أعمال فنية ودرامية تلامس واقع وحياة الناس . أو ذلك المجتمع في هذه البقعة أو تلك
في هذا العالم .. وهذا ما يتجلى من خلال تلك الأعمال التي يقوم بتنفيذها أشخاص أو ما يطلق عليهم بالممثليين..
الذين يكون لهم الدور الكبير .. في التعاطي مع هذه الأعمال الدرامية .. بصورة جيدة .. تلبي حاجات المجتمع .
من حيث هدفها أو مضمونها الإجتماعي والإنساني في نهاية المطاف .. وبالتالي نحن ندرك جيداً بإن القيام بهذه الأعمال
الدرامية ليست بالسهولة وإنما هنالك الكثير من هذه السيناريوهات .. التي يمكن التعامل معها .. من خلال أولئك
المؤلفين أو المختصين في هذه .. الجوانب .. سواءاً ما يتعلق .. بأعمال المسلسلات التاريخية .. أم الاجتماعية..
التي يعيشها المواطن في الوقت الحاضر .. ناهيك عن الموضوعات الأخرى .. أكانت سياسية .. أم إقتصادية أو أمنية ..
خاصة وإن مثل هذه الموضوعات كثيرة . على مستوى الواقع الراهن ..وبالتالي كان يفترض من القائمين ..
أو الجهات المعنية في هذا الشأن من التعاطي معها .. وإبرازها .. كمواد قابلة للتنفيذ .. حتى يكون للدرامة اليمنية
دورها الفاعل والمؤثر . في حياة المجتمع .. وكذا لتكون منافسة إيضاً للدراما العربية الأخرى ..
لكن للأسف .. بالرغم من القضايا العديدة . والتي لا تقدر على عدها وما أكثرها فضلاً في هذا الواقع المؤلم
لا يتم تناولها أو التطرق إليها للبته ومن ثم معالجتها من خلال تلك الأعمال الدرامية .. التي يتم تحويل موضوعاتها
إلى مواد أو حلقات أو مسلسلات . خاصةبهذا .. العمل أو ذلك .. ومن ثم تقديمها للمشاهد على شاشة التلفاز ..
وإن كنا قد شاهدنا بعضاً من هذه المسلسلات الدرامية خلال الفترات الماضية .. هنا أو هناك ..
قبل قيام دولة الوحدة أو بعدها .. وما كانت تتضمنه في محتواها .. من قضايا ذات اهمية . سواءاً ما يتعلق بالجوانب الإجتماعية ..
أو المعيشية .. أو الإقتصادية .. بقدر ما كانت نؤمل أن تتطور أعمال هذه الدراما إلى مستوى أفضل مما كانت عليه في السابق .
ولكن للأسف أضحت الدراما اليمنية .. مفرغة من محتواها الإجتماعي .. والإنساني .. وإلخ .
بالوقت الذي كانت ينبغي من القائمين . على هذه الأعمال الدرامية أن يكونوا أكثر درايةً ومعرفة .. بأوضاع هذا الوطن.
والتفاعل معها بما يخدم الجميع .. وذلك بهدف تقديم مواد درامية رائعة .. تعالج أوضاعه وإشكالاته في كافة الجوانب .. برمتها ،
حتى يكون للدرامة اليمنية أعمالها الرائعة والمتميزة .. عن غيرها من الدراما العربية التي دائماً ما تعالج بعضها
قضايا هامة .. تتعلق بأوضاع مجتمعاتها .. ولذلك نحن نشد على إيدي القائمين على تلك الأعمال الدرامية ..
أن يخرجوا .. من تلك القوقعة . والرتابة .. ومواد المسلسلات البعيدة عن الواقع .. لإن ما يشاهد اليوم في
أكثر الأعمال الدرامية .. هو التعاطي مع أعمال كهذه بطريقة لا تلائم .. أحوال الناس .. بقدر ماهي بعيدة عن قضايا الواقع
وخاصة التي يعيشها المجتمع .. في الوقت الحاضر .. حيث يلاحظ أن معظم هذه الأعمال لا تمت إلى حياة المواطن بصلة ..
بقدر ما تكون حياته أكثر فأكثر . لإن تلك الأعمال الدرامية دائماً ما يغلب عليها الهزل .. أكثر مما تكون جادة .. ومؤثرة..
في حياة الناس ، إذن نقول في الأخير ، هل ننتظر أعمالاً جادة .. وأكثر واقعية .. بدلاً من هذه الأعمال الهزلية ..
التي لا تعالج قضايا ، المجتمع .. وما أكثرها في الوقت الراهن ..
إننا لمنتظرون.