المواطن/ كتابات ـ فهمي محمد
في بواكير الدولة العربية الإسلامية أستطاع سؤال السياسية – بعد أن تم خنق فكرتها منذو بداية العقد الرابع بعد موت الرسول – أن ينتج جماعات وحركات سياسية = { معتزلة مرجئة خوارج … } تدثرت كلها بجلباب الدين لتحصل على مشروعية الممارسة بجواز سفر مزور في مجتمع بدأ الدين فيه مصدر كل شيء أو هكذا تم تفسيره وتقديمه للجماعة المسلمة بقصد من الحاكم .
زد على ذلك أن الإنقلاب الأول على فكرة الشورى في إختيار الحاكم، بقيادة معاوية بن أبي سفيان لم يتوقف إعتمالاته عند حيازة السلطة وتوريثها في الأبناء فحسب، بل عمل على إغلاق أبواب السياسة المدنية بمفاتيح من حديد تم وضعها في خزائن الحكام المستبدين حتى يومنا هذا، لذلك لاجئات السياسية أو اضطرت منذو بواكير الدولة العربية الإسلامية إلى أن تمتطي حصان الدين للأسباب نفسها التى جعلت الفلسفة من بعدها تمتطي حصان الطب، ما يعني في النتيجة من الجهة الأولى أن السياسة والفلسفة بكونهما مستودع لعلم السلطة والثقافة المدنية في المجتمع، قد مورست على امتداد تجربتنا التاريخية بشكل متخفي وكأنهما فعل فاضح يستدعي العقاب الجسيم، بل أن الحاكم قد سمح للفعل الفاضح أن ينتشر ولم يسمح في المقابل للسياسة وأفكارها المدنية بالانتشار والتعبير عن وجودها من خلال قنواتها الطبيعية،
ومن جهة ثانية فإن تاريخنا يقول أن عاشق الفلسفة في الماضي انتحل شخصية الطبيب واشتغل وارتحل في سبيل الفلسفة بجواز سفر مزور، وكذلك نجد عاشق السلطة في الماضي والحاضر قد انتحل شخصية عالم دين او رجل دين ومازال يشتغل ويبحث عن السلطة والثروة بجواز سفر مزور يمكنه من امتطاء حصان الدين والركض به داخل صدور ممتلئة فطرياً بعواطف الدين،
لذلك فإن ماضينا وحاضرنا السياسي لا يعد أن يكون سواء تراجيديا هزلية تعبر عن مأساتنا المتكررة في توظيف الدين في سبيل السياسية أو بمعنى أدق في سبيل الوصول إلى السلطة، وآية ذلك أن من ينقلب على مشروعنا السياسي المؤسس للدولة الوطنية في اليمن يحدثنا بكل ثقه عن المسيرة “الجرآنية” وعن الجهاد أكثر مما يحدثنا عن السياسة وأدواتها، ومن يقاوم الإنقلاب يحدثنا عن الكتاب والسنة والعقيدة أكثر مما يحدثنا عن السياسة والمستقبل، شخصياً مقتنع لحد اليقين أننا في سبيل المستقبل محتاجون أن نشطب سياسياً من ذاكرتنا التاريخية 1400عام، من التاريخ لكن ذلك لايعني مطلقاً شطب للاسلام كما سوف يحلو للبعض أن يفسر ما اقول .