المواطن / رصد
خاطب سفير اليمن لدى بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان، في منشور له على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك أمس الثلاثاء، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، تحت عنوان “ليس من مصلحتك كداعية للسلم أن تؤسس مشروعية لاستمرار الحروب” بقوله: “مع كل الاحترام للسيد المبعوث وجهوده ، لدي الملاحظات التالية :_كنت أتمنى لو أنه خفض قليلاً من بلاغة الخطاب ، وركز على متطلبات السلام التي كان مجلس الامن في قراراته السابقة قد أكد عليها كأساس لحل المشكلة ، والانطلاق منها في الاحاطة والتقييم”.
وقال السفير “خلص المبعوث الأممي إلى اليمن في نهاية إحاطته المقدمة إلى مجلس الأمن اليوم الثلاثاء الموافق ١٨ فبراير ٢٠٢٠ إلى الإعلان صراحة ، وبدون مواربة ، إلى أن خطته في بناء حل تراكمي للمشكلة اليمنية يبدأ من الحديدة ( اتفاق استوكهولم) قد تعثرت”.
وتابع حديثه بالقول: “وأنه كما قال : حان الوقت ، سيدي الرئيس ، لنستذكر عناصر تلك الرؤيا ، وهي حكومة وعملية انتقال سياسي تشمل الجميع بشكل حقيقي ، وقطاع عسكري وأمني يحمي اليمنيين ، وفرصة لإعادة الإعمار ، وتنشيط مؤسسات البلاد وازدهارها “، ويختتم ” يتم اتهامي بفروغ الصبر أحيانا، ونحن نرى السبب الان ، إن التردد في سِلك المسار السياسي يسمح بعلو أصوات الحرب”.
واكد ياسين على أن “الطريق إلى السلام الذي يحقق الاستقرار في اليمن ، بعد كل هذه المأساة والتضحيات التي قدمها اليمنيون ، تحتاج إلى مصارحة الأطراف كلها بحقيقة أن ما توافق عليه اليمنيون لا يمكن أن يلقى جانبا ونبدأ من الصفر لتبرير انقلاب الحوثيين وإكسابه المشروعية ، في مخالفة واضحة لإدانة المجتمع الدولي لذلك الانقلاب”.
وأضاف “لا أشكك في الجهد الذي يبذله المبعوث لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ، مع ما يحيط جهوده من تعقيدات وإرباكات ، إلا أن هذا الجهد لا يجب أن يذهب بالمشكلة إلى المستوى الذي يتقرر فيه الحل بمعطيات وشروط الأمر الواقع الذي يعمل الانقلابيون على فرضه باستمرار خياراتهم العسكرية. وبإمكانه متابعة هذا المسعى منذ ما بعد استوكهولم وتقييمه موضوعياً ليعرف أين تكمن المشكلة !!”.
وأشار إلى أن “استوكهولم محطة هامة لمعرفة رغبة الانقلابيين في تحقيق السلام ، ولا يمكن لأي حكومة تحترم خيارات شعبها وتضحياته أن تقبل تحويل هذه المحطة الهامة ، التي قدمت فيها التنازلات الكبيرة من أجل السلام ، إلى أضحوكة يتسلى بها الانقلابيون بتلك الطريقة التي شهدها العالم بخصوص الانسحاب الذي نصت عليه الاتفاقية”.
وأوضح ياسين أن المطلوب من السيد المبعوث “أن يقيمها قبل الحديث عن الانتقال إلى مشروع آخر لينسجم عمله مع متطلبات بناء أسس قوية لهذا المشروع”، وقال: “لا أعتقد أن المبعوث بخبرته يجهل حقيقة أن الذين انقلبوا على السلام وعلى التوافق السياسي الوطني وارتكبوا جريمة اغراق اليمن في هذه المأساة إنما يبحثون عما يغطي سوأتهم باتفاق سياسي يبرر ما عملوه ، وهم لهذا مصرين على أن يحافظ “الحل السياسي” على انقلابهم ليبدو وكأنه فعل مشروع”.
وخاطب ياسين المبعوث بقوله: “لا يجب يا سيادة المبعوث أن تكون مبادرتك استجابة لهذا المنحى ، الذي فيما لو تحقق ، فإن اليمن لن يشهد سلاماً.. فالاتفاق لن يؤسس سوى مشروعية الانقضاض المستمر على السلام بدوافع تجسد نفس الدوافع التي تم بموجبها الانقلاب . وليس من مصلحتك أن يقال أن جريفتس ، رجل السلام المعروف، قد أرسى قواعد لحرب دائمة في اليمن”.
وأضاف “أعرف أن مهمتك صعبة ومعقدة ، ولكن خير لك أن تقول في هذه اللحظة الحاسمة ما هي حاجة اليمن إلى الاستقرار ، كما تراها ، بعد هذا المشوار الطويل لعملك ، دون اعتبار لأي رغبات تتعارض مع ذلك”.
وختم السفير ياسين حديثه بالقول: “في ضوء ذلك نستطيع ان نناقشك بوضوح ، لأن الموضوع سيكون حاجة اليمن واليمنيين ، لا حاجة الدبلوماسية الدولية لنجاح من أي نوع كان”.