المواطن / متابعات
أكد الحزب الاشتراكي اليمني في بيان صدر عن أمانته العامة اليوم ، في الذكرى الثانية والخمسين ليوم الاستقلال الوطني المجيد الثلاثين من نوفمبر 1967م، على أن الحزب الاشتراكي اليمني ظل “ينادي ولا يزال بأهمية التعاطي بمسئولية من قبل الجميع خاصة تجاه الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن منذ ما بعد تحريرها من المليشيات الحوثية ، ولطالما نبه وحذر مرارا من مخاطر التعبئة والشحن المناطقي وانعكاسات ذلك على كل ما له صلة بالحياة المعيشية والأمنية للمواطنين وحمى نهب الاراضي ومؤسسات الدولة واملاك الناس ، وضعف القدرة على كبح تفشي الفساد والفوضى ، في ظل غياب العمل المؤسسي والمجتمعي المسئول”.
وقال في بيانه المنشور على موقع الإشتراكي نت : “وفي هذا الصدد وفي ذكرى نوفمبر المجيد تدعو الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني وبصورة ملحة إلى تشكيل لجنة تحضيرية من القوى المدنية والسياسية والمجتمعية والمثقفين والادباء والاكادميين ، والنقابات العمالية والمهنية والتجار وكل قوى الحداثة في عدن لعقد لقاء موسع للوقوف أمام تلك الظواهر التي ستلحق أفدح الأضرار بمدينة عدن مكانة وتأريخا وحضارة ، وعلى الجميع تحمل المسئولية الوطنية لحمايتها ، ورفض محاولات اعتساف تاريخها وهويتها ومعالمها ومكانتها ، واستحضار قيم نوفمبر لاستعادة دورها التنويري كمركز للإشعاع الفكري والثقافي والمدني، وكي لا نصحو ذات غد على قرية اسمها عدن”.
وأشار إلى أن “ذكرى الاستقلال تأتي في وقت عصيب يعيشه البلد وتعيشه عاصمة دولة الاستقلال -عدن- ، المدينة الكونية التي ذابت في تجاويفها كل الهويات الصغيرة وكانت مأوى مختلف الاعراق والاجناس والقوميات والأديان”.
وإليكم نص البيان:
تهل علينا الذكرى الثانية والخمسين ليوم الاستقلال الوطني المجيد الثلاثين من نوفمبر 1967م ، هذا الحدث التاريخي الاستثنائي الذي جاء تتويجا لنضالات عقود من الزمن أجترحها شعبنا من أجل الحرية والكرامة وبعد اربع سنوات من اندلاع ثورة الرابع عشر من اكتوبر الخالدة و 129 عاما من الاحتلال البريطاني وما كرسه من جهل وتخلف ومرض، وهي ليست فقط ذكرى الانعتاق والحرية ورحيل المستعمر وأعوانه، بل إنها ذكرى توحيد الجنوب في كيان واحد – جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية – ، التي جسدت المساواة بين المواطنين من جميع المناطق والطبقات والمستويات الاجتماعية ، واستطاعت رغم كل الظروف والمؤامرات أن تحقق أرقاما قياسية في مجالات مجانية التعليم والخدمات الطبية ومحو الأمية والبناء المؤسسي لجهاز الدولة الإداري والأمني والقضائي والخدمي ، لتجد الدولة نفسها في أقاصي الأرياف التي لم تعرف نظاما ولا قانونا منذ قرون طويلة ، ولابد من التذكير أنه لولا الثورة والاستقلال لما عرف الجنوب دولة واحدة موحدة ، ولا وصلت خدمات الحفاظ على حياة المواطن إلى كل شبر من أراضي الجمهورية ، ولما حصل أبناء الفقراء على حقهم في التطبيب والتعليم ونيل أعلى الشهادات الجامعية ، ناهيك عن القيمة الفعلية في بناء الإنسان..
إن ذكرى الاستقلال تأتي في وقت عصيب يعيشه البلد وتعيشه عاصمة دولة الاستقلال – عدن – ، المدينة الكونية التي ذابت في تجاويفها كل الهويات الصغيرة وكانت مأوى مختلف الاعراق والاجناس والقوميات والأديان ، بمساجدها وكنائسها ومعابدها ، ونافذة إشعاع للتحرير والتنوير ، والتي أضحت اليوم تقاوم وحيدة وهي تكابد حالة غير مسبوقة من أعمال البسط على اراضيها وسواحلها ومتنفساتها ومتاحفها ومعالمها التاريخية ، جائحة ثقافة الفيد والنهب التي استباحت كل متنفس في عدن: المملاح ، الصهاريج ، الجبال ، المدارس ، المتاحف ، الحدائق ، الميادين ، الشوارع ، الشواطئ ، والمحميات ، ولم يتبقى الا المساجد لم تطالها تلك الجائحة المدمرة في الوقت الذي تنصلت به السلطات عن حمايتها رغم تزاحم المظاهر العسكرية التي تجثم على صدرها والتي لم تألفها منذ الاستقلال وحتى العام 90 ، غير عابئين بالكارثة المستقبلية التي ستترتب على ملف نهب الاراضي كبؤرة لثارات وصراعات مؤجلة ، ناهيك عن تشويه مخطط المنطقة الحرة التي ستفقد أهليتها كمنطقة حرة وتأثيرات ذلك على الميناء الدولي الذي سيفشل قطعا في مواكبة حركة الملاحة الدولية ، في سعي بائس وحثيث لطمس تأريخها العابق بالمجد وتحت عناوين مناطقية مختلفة وقاتمة ، لا تنسجم مع طبيعة عدن ، التي ظلت تحمل اليمن جنوبه وشماله وفتحت ذراعيها للعمال والتجار والسياسيين والشعراء والهاربين من الظلم ، وأمٌها المناضلين والأحرار كملاذ آمن ومنطلق للثورات ضد الإستبداد ، كما وتتعارض كليا مع ثقافة ابناءها وكل الذين التزموا بقيمها وتماهوا مع طبيعتها ، كرمز للمدنية والتعايش والسلام ، والرافضة كليا الإنجرار الى العصبويات ودعاوي التخلف تحت أي ظرف وفي أي زمان..
لقد ظل الحزب الاشتراكي اليمني ينادي ولا يزال بأهمية التعاطي بمسئولية من قبل الجميع خاصة تجاه الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن منذ ما بعد تحريرها من المليشيات الحوثية ، ولطالما نبه وحذر مرارا من مخاطر التعبئة والشحن المناطقي وانعكاسات ذلك على كل ما له صلة بالحياة المعيشية والأمنية للمواطنين وحمى نهب الاراضي ومؤسسات الدولة واملاك الناس ، وضعف القدرة على كبح تفشي الفساد والفوضى ، في ظل غياب العمل المؤسسي والمجتمعي المسئول ، وفي هذا الصدد وفي ذكرى نوفمبر المجيد تدعو الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني وبصورة ملحة الى تشكيل لجنة تحضيرية من القوى المدنية والسياسية والمجتمعية والمثقفين والادباء والاكادميين ، والنقابات العمالية والمهنية والتجار وكل قوى الحداثة في عدن لعقد لقاء موسع للوقوف أمام تلك الظواهر التي ستلحق أفدح الأضرار بمدينة عدن مكانة وتأريخا وحضارة ، وعلى الجميع تحمل المسئولية الوطنية لحمايتها ، ورفض محاولات اعتساف تاريخها وهويتها ومعالمها ومكانتها ، واستحضار قيم نوفمبر لاستعادة دورها التنويري كمركز للإشعاع الفكري والثقافي والمدني ، وكي لا نصحو ذات غد على قرية اسمها عدن..
كما تزجي الأمانة العامة بهذه المناسبة احر التهاني لشعبنا العظيم، وحتما سيظل الثلاثين من نوفمبر رمزا للاعتزاز والإباء وقدسية الوطن والمواطن، وقبل هذا وبعده رمز الانتماء للوطن والمواطنة..
صادر عن:
الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني
30 / نوفمبر / 2019