المواطن / العربية
قالت المنظمة الدولية للهجرة إن حوالي 11 ألفاً و500 شخص سافروا بحراً، شهرياً على مدار العام المنصرم، من منطقة القرن الإفريقي إلى اليمن، مما يجعل هذا الطريق البحري “أكثر طرق الهجرة ازدحاماً في العالم”.
وذكرت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، السبت، إن نحو 138 ألف إفريقي عبروا خليج عدن إلى اليمن خلال العام الماضي، بينما عبر خلال نفس الفترة أكثر من 110 آلاف مهاجر عن طريق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
وأوضحت البيانات التي جمعتها المنظمة أن عام 2019 يُعد السنة الثانية على التوالي التي يفوق فيها عدد المهاجرين عبر الطريق الشرقي إلى اليمن أعداد الذين سعوا إلى الهجرة عبر معابر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
ففي عام 2018، قام ما يقرب من 150 ألفاً برحلة الطريق البحري من شرق إفريقيا متجهين إلى اليمن.
مآسي الهجرة إلى اليمن
وتأتي الغالبية العظمى من هؤلاء المهاجرين (92%) من المناطق الريفية في أقاليم أوروميا وأمهرة وتيغراي الإثيوبية.
وأشار المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة القرن الإفريقي وشرق القارة الإفريقية، محمد عبديكر، إلى أنه “في وقت يتم فيه الإبلاغ بشكل واسع عن المآسي على طول طرق الهجرة المتوسطية إلى أوروبا، فإن موظفي المنظمة يشاهدون يومياً أنواع الأذى التي يتعرض لها شباب القرن الإفريقي على أيدي مهربي البشر عبر ممر خليج عدن”.
ولم تمنع خمس سنوات من الصراع المستمر في اليمن سعي الناس إلى الهجرة عبر هذا الطريق البحري.
وأخبر رجل إثيوبي في الـ32 من عمره موظفي “منظمة الهجرة الدولية” في عدن عن رحلته قائلاً إن “حوالي 280 شخصاً تم حشرهم في قارب واحد، للوصول إلى اليمن”، مؤكداً أن بعض هؤلاء “انتحروا بإلقاء أنفسهم في البحر”.
ولا يدرك أغلب المهاجرين من القرن الإفريقي إلى اليمن حقيقة الأوضاع الأمنية في هذه البلاد، حيث سيواجهون ظروفا صعبة بسبب المعارك النشطة هناك، بالإضافة لمخاطر التعرض للاختطاف والتعذيب من أجل الفدية أو للاستغلال والاتجار.
وفي هذا السياق، قال أحد المهاجرين الإثيوبيين إن مهربي البشر احتجزوه ورفاقه لمدة شهر عند وصولهم إلى اليمن، وتعرضوا للضرب والتعذيب وسوء المعاملة والتهديد حتى يدفعوا فدية. وأضاف: “أرسلت أسرتي 900 دولار أميركي لإنقاذ حياتي، لذا تم إطلاق سراحي مع آخرين”.