المواطن / كتابات _رضا السروري
الحلم بالحكم و السلطة والجاه والتفوق والسعي إلى ذلك هي غريزة في نفوس المخلوقات بشكل عام ، وفي أبرز صورها تكون في البشر وهذ أمر مشروع ومباح عبر التأريخ وبكل التشريعات السماوية والقوانين الوضعية، بل يعد شيء مستحب مع بعض الحواجز التي صنعت من أجل هذه الرغبات والحفاظ عليها في جماعة وفترات معينة.
وعبر التأريخ كانت هناك العديد من الأحداث وقصص النجاح والفشل في أنظمة الحكم والسيادة وطريقة الوصول لها ، بدءا من قصة فرعون إلى العرب ماقبل الإسلام إلى صدر الإسلام وعمر ابن عبد العزيز والاقطاعين والكنيسة ورجال الدين في أوروبا وغيرها الكثير والكثير ، وصولا إلى ما يحدث في هذه الأثناء حين استغلت جماعة الحوثي احتياج المجتمع لنظام اقتصادي ناجح ومحاربت الفساد كشماعة لثورتهم واستعطفت الناس لمناصرتهم ثم أظهرت المشروع الطائفي وحق الولاياه بشكل واضح.
وهنا رغم توفر العديد والعديد من الفرص التي تمكن الجماعة من أن تكون نموذجاً ناجحاً وبامتياز وتتصدر المشهد وتسود على كل الكيانات المختلفة وتحظى بشعبية واسعة و((حقيقية)) في أوساط الجماهير، إضافة إلى الهيكل التنظيمي المركزي والمترابط، والأموال التي تملكها الجماعة، تسيطر الجماعة على معظم مكاتب السلطة المحلية التي تغرق بالفساد من اخمص القدمين إلى اعلاء الرأس والمشحونه بالوساطات والتعاملات الحزبية الضيقة مع توزيع بعض المكاتب تحت ظروف معينة لبقية الأحزاب، كان بستطاعتها أن تدفع نحو الطريق الصواب بتصحيح مسار العمل في الإتجاه الصحيح.
كما تملك الجماعة العديد من الجمعيات والمؤسسات الغير حكومية تتلقاء بواسطتها الكثير من الدعم، والمساعدات الإنسانية الخارجية والداخلية وهذه وحدها تكفي لتصبح الجماعة رقما صعباً في الساحة الوطنية وفي أوساط أبناء المجتمع.
لكن على العكس اتخذت الجماعة طرق غير ملائمة يعلمها الجميع ؛مما جعل الناس تسب وتشتم فيهم ، وصنعة بصمة سوداء في تاريخها.
وتسيطر الجماعة على إدارة الأمن في المحافظة والعديد من فروعها وبدلاً من أن تختار الطُرق والمعاير الصحيحة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب عملت العكس، فدمرت الجهاز الأمني، وبينما يجب أن يقوم الأمن بدوره أصبح العكس عاجزاً عن حل المشاكل بل وصار جزءاً فاعلا ومساهما في خلق المشاكل وتعقيدها .
وكذلك في الجيش بعد اتمام سيطرتها على معظم مفاصل الجيش بطرق غير نظامية واصبح كقطاع خاص يتبع الجماعة، تحول دوره من تحرير البلاد إلى عصابات متمردة تخلق القلاقل ومشاريع القتل في اوسط المجتمع، وعمليات النهب والسلب ناهيك عن استخدامه في معارك وصراعات داخلية لا دعي لها .
كل هذه المقومات وأكثر علاوة على الظروف الصعبة التي تمر بها كل الكيانات الأخرى متى ما استخدمت بطريقة صحيحة وبنوايا سلمية
تجعل منهم نموذجاً ممتازاً دون منافس.
لكن تصر الجماعة الا أن تتخبط في اختيار الطريق الصعب والوعر (طريق الانا المرتفع والانتهازية البجحه في استغلال حاجات الناس ومعاناتهم واختلاق القلاقل وتفجير الأوضاع السياسية والاجتماعية وصناعة الأزمات.