المواطن/ رصد
كشف الرئيس علي ناصر محمد عن الاسباب التي دفعت علي عبدالله صالح الى اغتيال المناضل الشهيد جار الله عمر.
ونشر الرئيس الاسبق لليمن الديمقراطي علي ناصر محمد مقالاً معنوناً ب(نقاط مضيئة في حياة الشهيد جار الله عمر)، تزامنا مع ذكرى اغتيال جار الله
وقال الرئيس ناصر في مقاله “جار الله عمر في السنوات الأخيرة من حياته بجهود سياسية متعددة الأبعاد شكلت مجتمعة حيثيات وافيه لقرار القضاء عليه”.
واردف قائلاً: “وهو أمر شعرت به شخصياً وأبلغته إياه في لقاء عابر قبل وفاته حيث قلت له بأني سأودعه فقد لا نلتقي مجدداً”.
وأضاف ناصر في مقاله: “وهذه الأسباب وليس المعلومات التي كانت مؤشرات واضحة لاتخاذ قرار تصفيته من قبل نظام له تاريخ في هذا النوع من الإجرام ونعرف طبيعته وطريقة تفكيره .. كالتالي:”
1- قام جار الله عمر بجرأة غير معهودة بتجاوز ما يسميه النظام الخطوط الحمراء والعمل في مساحات محظورة محلياً وإقليمياً ودولياً ، فمحلياً وعلى سبيل المثال لا الحصر أسهم جار الله عمر في اختراق المساحة التي احتكرها المؤتمر الشعبي العام في تعامله مع حزب الإصلاح ، ووصل هذا الاختراق إلى ذروته بإنشاء تكتل أحزاب اللقاء المشترك بعد أن كان من الصعوبة تصور تحالف يساري قومي إسلامي ، وكان النظام يلعب على ورقة التصنيفات بشكل صارخ فيصف الاشتراكيين بالماركسيين والشيوعيين ويحذر الخارج منهم ، وفي الوقت ذاته يصف الإصلاحيين بالإرهابيين ويلوح للخارج بخطرهم بطريقة الابتزاز التي درج عليها .
2- قام جار الله عمر بزياره السعودية وأدى فريضتي العمرة والحج ، وبصر ف النظر عن ما يمكن أن يكون قد قام به على هامش هكذا زيارة إلا أن النظام في صنعاء كان يعتبر مثل هذه الزيارة لشخصية مثل جار الله عمر عملاً خطيراً وتجاوزاً للخطوط الحمراء التي يصنعها هو على طريقته وهواه ، ولعل زيارتي شخصياً للسعودية للتعزية بوفاة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والإزعاج الذي تبناه نظام صنعاء والخوف الذي أظهرته بعض أبواقه بسببها يفسر مسألة الخطوط الحمراء التي يرسمها نظام صالح ويبني عليها مواقف معينة.
3- قام جار الله عمر بنسج علاقات جيدة مع الأمريكان من خلال منظمات وشخصيات سياسية ومدنية وحقوقية وإعلامية، واستطاع أن يؤسس لقواعد جديدة للتعامل مع المجتمع الدولي وهو أمر يعتبره النظام محظوراً وإذا سمح به فيشترط أن يكون عبره وبإشرافه.
وختم ناصر مقاله: “تلك كانت حيثيات النظام لاتخاذ قرار تصفية الشهيد جار الله عمر ، ولعل موعد ومكان وطريقة اغتياله والشخصية التي اختيرت لتنفيذها تتضمن تأكيداً لحقيقة هذه الحيثيات ، فقد بقيت في هاجس النظام حتى في التفكير بالطريقة لاغتياله التي عبرت عن رغبة السلطة في الانتقام ليس فقط من شخص جار الله عمر بل من مشروعه الذي كان يخطو باتجاه زعزعة الحالةالسياسية الاستاتيكية التي ظلت راكدة لفترة طويلة بعد حرب94م.”