المواطن / متابعات _ صحف
كشفت صحيفة العرب في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2019م ، عن نتائج التحقيقات الأولية في جريمة اغتيال العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في الجيش اليمني بمحافظة تعز ، وأكدت وقوف قيادي بارز في حزب الإصلاح بالمحافظة خلف عملية الإغتيال ، ودفعه خمسين مليون ريال يمني للمنفذ ومساعده في تنفيذ العملية.
وحسب الصحيفة قال مصدر عسكري مطلع على التحقيقات إن لجنة التحقيق التابعة للواء 35 مدرع توصلت إلى معلومات وصفها بـ”هامة وخطيرة” خلال تحقيقاتها مع المتهمين بتنفيذ جريمة اغتيال العميد عدنان الحمادي في منزله ، بمديرية المواسط جنوب محافظة تعز.
وأكدت الصحيفة وفقاً للمصدر ، على أن جلال الحمادي أعترف بتنفيذه عملية إغتيال أخيه العميد عدنان الحمادي مع الساعة 2:30 بعد ظهر الإثنين الثاني من ديسمبر ، في مقيله الخاص بمسدس ، مبررا تنفيذه للجريمة بأن أخاه عدنان عميل لدولة الإمارات العربية المتحدة ، وهذه التهمة التي يسوقها إعلام وناشطو الإخوان على الشهيد منذ عامين حد وصف الصحيفة ، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي هو رفض عدنان الحمادي الخضوع لإملاءاتهم.
وأضافت بأن جلال الحمادي اعترف أيضاً بانتمائه إلى حزب الإصلاح ، وأنه نفذ عملية الاغتيال بحضور ومساعدة مسؤوله التنظيمي ابن عمه مصطفى عبدالقادر الحمادي رئيس فرع حزب الإصلاح بمنطقة بني حماد التابعة لمديرية المواسط ، وكشف عن تورط أشخاص آخرين في العملية ، وقبض اللواء على عشرة منهم ، وفر آخرون.
واعترف جلال الحمادي وفقاً لصحيفة العرب باللقاء مرتين مع ضياء الحق الأهدل القيادي في حزب الإصلاح ، أفادت بأنه المسؤول عن ملفات الاغتيالات والسجون السرية بالمحافظة ، وأضاف جلال بأن اللقاءان كانا بحضور مصطفى عبدالقادر ، نهاية شهر نوفمبر في فندق بمنطقة الحصب غربي مدينة تعز ، واستلم مبلغ خمسين مليون ريال من ضياء الحق مقابل تنفيذه لعملية الاغتيال.
وأوضحت لجنة التحقيق حسب الصحيفة إنها عثرت على رسالة أرسلت من تلفون مصطفى عبدالقادر إلى رقم المشرف المباشر على العملية ضياء الحق الأهدل ، قال فيها جلال (تم) ، ويقصد نجاحهم بتنفيذ عملية الاغتيال ، ورد عليه ضياء الحق بالقول “اصدقني القول”، قبل القبض عليه، وتحريز الهاتف.
وبينت التحقيقات أن ابنة عدنان الحمادي خرجت إلى المقيل فور مغادرة جلال الحمادي ومصطفى عبدالقادر ، ووجدت والدها مضرجا بدمائه ، وخرجت تبحث عن المنفذين ، ووجدتهما جوار المنزل يستعدان للهروب ، وصرخت للحراس بأعلى صوتها “أقتلوهم قتلوا أبي”، ولبى الحراس نداءها ، وقاموا بمحاصرتهما ، وأطلقوا النار ، وتمكنوا من القبض عليهما.
وأشارت التحقيقات إلى أن العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع فارق الحياة في سوق الأحد بمديرية المواسط ، خلال إسعافه نحو العاصمة المؤقتة عدن.
وتشير المعلومات الأولية حول دوافع الحادثة إلى أنها دوافع سياسية ، ويقف حزب الإصلاح اليمني “إخوان اليمن حد وصف الصحيفة” خلف العملية بالنظر إلى حالة العداء بينهم وبين الحمادي الذي كان يحسب على التيار الناصري في اليمن ويعتبره مراقبون العائق الأخير أمام إكمال الإخوان سيطرتهم العسكرية على محافظة تعز ذات الكثافة السكانية الأكبر في اليمن.
وأفادت مصادر خاصة لـ”العرب” إن الحمادي تعرض قبل مقتله لعدد من محاولات الإغتيال ، كما تعرض لحملات تشويه إعلامي ممنهجة من قبل الإخوان ، إلى جانب المحاولات المتكررة لتفكيك قواته العسكرية التي كانت لا تخضع لسيطرة جماعة الإخوان في تعز.
ولفتت المصادر إلى أن اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي ، كان القوة العسكرية الوحيدة النظامية التي أعلنت انضمامها إلى الجيش الوطني ورفضت الانصياع لتوجيهات وزارة الدفاع في صنعاء بعد الإنقلاب الحوثي.
ووفقا للمصادر فقد تعرض اللواء 35 مدرع بتعز لعمليات تضييق من بينها وقف مستحقات منتسبي اللواء وحجب الترقيات والامتيازات العسكرية التي كانت تمنح لبقية الوحدات العسكرية التابعة للإخوان في محور تعز ، إضافة إلى استهداف اللواء عسكريا عبر تشكيل وحدات عسكرية مستحدثة في مناطق انتشاره من قبل الإخوان دأبت على الاحتكاك بقوات اللواء ومحاولة جرها لصراع عسكري بهدف استنزافها.