المواطن/ كتابات ـ خالد سلمان
كان حالها أفضل في ظروف العمل السري ،والحركة بين الظلال المعتمة، كانت السياسة والحلم بالأجمل، زاد المدينة وورق حلمها الأخضر، كان الجسد متماسكاً ذائداً عن بعضه البعض، كان متراصاً والحماسة الناضجة، غير المتهورة، في أوجها ،وتضخ شرارات دفئها في الجسم السياسي ،ودوائر المجتمع،.
كانت تعز تستطيع ان تبدع أشكال نضالها، تحشد وتعبئ الناس ، دون الحاجة الى إبراز أو التدقيق بلون الهوية الحزبية ،ومكان الولادة والانتماء،
كانت تعز تقاوم القبيلة، بالاحتماء ببناها الحزبية، وكان الحزب معادلا موضوعياً للقبيلة، وملاذ احتماء من بطشها ،ووسيلة مقاومة، أينما ذهبت ستجد خيرة النخب والشغيلة منها، ان رأيت عامل بوفية وفِي يده كتاب، اعلم انه من تعز، ان صادفك الشاب احمد علي جاري البنشري في صنعاء ،يسألك عن آخر عدد، اعلم دون ان تسأله من انت ، اعلم انه من تعز، ان سمعت احدهم يتحدث نظريات السياسة وادب مابعد الحداثة، لا تسأل عنه، بل كن مطمئناً، انك امام شاب من تعز.
مالذي حدث لمدينة تتنفس مقاومة، وسعة أفق وانحياز كلي للمستقبل ، كي تنكفئ، وتترك شبابها وهي مدرسة التنظيم ، نهباً لغيلان الدين المسيس، ولكل هذا الضياع ؟
ما الذي يجعل مدينة ،جعلت على عبدالله صالح ،يصرخ في وجه القمش :
أين الميزانية ياغاالب؟!! وهو يراقب عند إعلان علنية العمل الحزبي، جل قيادات المؤسسات المدنية، وذوي الشهادات العليا، وعمال الطرقات والقطاع الخاص، وموقص حجار ،مدينة المسراخ حسب شهادة صديقي الشهيد، عبدالخبير ،يكشفون عن انتمائهم السري للاشتراكي وقوى اليسار.
،ما الذي أوصل الجميع الى رفع الرايات والإنسحاب ، وترك الصغار لوعاظ وزعماء دين وسياسة وكهنوت، يسرقون منهم طفولتهم، من على الأرض، ويعدونهم بالموت وهبات ومنح السماء.
أسئلة، أبناء تعز وحدهم من يستطيع تحليل ،ظاهرة الإنسحاب من كل شيء ،ومنح الإحباط بصيرة تمليك وإمتلاك المدينة ، ووثيقة السيادة المطلقة??!!!
خالد سلمان