المواطن/ كتابات – أحمد طه المعبقي
ليس بوسع أحد أن ينكر بإن عاصمة الثقافة تعز منذ خمس سنوات وهي تشهد أبشع انتهاكات لحقوق الإنسان وتهان فيها الكرامة الإنسانية – حيث تحولت فيها المؤسسات الثقافية والتعليمية الى سجون ومعتقلات سرية وعلنية .
وليس بوسع أحد أن ينكر أيضا بإن انتفاضة المقاطرة على سلطة السجان والسجون السرية رسمه صورة مشرقة لليمن ، بإن لايزال هناك إنسان محافظ على أدميته وإنسانيته ، برغم الحرب المدمرة التي حولت البشر الى وحوش يأكلون بعضهم بعضا ويأخذون حروبهم بالوكالة لخدمة دول أقليمية . أبناء المقاطرة محقو عندما شخصوا في بيانهم الاحتجاجي ، بان تعز الشرقية وتعز الغربية واقعة تحت حكم السجان ممثلة بسجان مدرسة النهضة وسجان مدينة الصالح . وكماهومعروف بإن مدرسة النهضة أصبحت مقر لادارة السجون الخارجة عن القانون والمقرالفعلي لحاكم تعز الغربية فكذلك اصبحت مدينة الصالح مدينة لتغيب القسري ومقرا لحاكم تعز الشرقية . . والحاكمان أو بالاصح السجانان يحملان رمزية حاكمة لأحكام اقليميين
ومايحصل في مدينة تعز ماهو إلا نموذج لما هو حاصل في اليمن ويعكس ايضا أكثر وضوحا لطبيعة الصراع الاقليمي .
لذا نستطيع القول : بأن لايوجد فرق بين سجان مدينة الصالح الذي يلبس قبعة الأمامة وسجان مدرسة النهضة الذي يلبس قبعة الخلافة الإسلامية . قد يختلفا في لون القبعة لكنهما يتساوئ في الفعل والجريمة وأدوات التعذيب وأمتهانهما للكرامة الإنسانية . وتقيد الحريات ومصادرة الرآي والرآي .
لا غرابة بان تصبح مدينة الثقافة يديرها سجان ، يمتلك صلاحيات أكبر من صلاحيات القضاء والسلطة المحلية ،ولاغرابة بإن تصبح السلطة القضائية والسلطة المحلية مجرد لافطة يتغطى بها السجان وتشرعن لفساده وجرائمه
لاغرابة بان تقوم سلطة السجان بطرد محافظ تعز وتنصب نفسها سلطة خفية وبديلة تمتلك صلاحيات واسعة فوق سلطة القانون وتستمد حكمها من السماء -كماتدعي .
لاغرابة بإن تشاهد سلوك المليشيات وسلوك الجيش يتساوئ في المنهج والسلوك والمسلك ويصبحا وجهان لعملة واحدة .
لاغرابة بإن تصبح النقابات ومنظمات المجتمع المدني كتائب عسكرية تخضع لمحور تعز ،
لاغرابة بإن تتحول المساجد إلى منابر ناطقة بإسم التوجيه المعنوي للقوات المسلحة .
لاغرابة بإن يغيب قانون الأحزاب السياسية تغيب قسري وتندمج الأحزاب بالمؤسسة العسكرية .
لا غرابة بإن تمنح النياشين والأوسمة للهاربين من وجه العدالة .
لاغرابة بإن تتحول تعز إلى مقصلة وتعلق فيها للمشانق لاصحاب الرآي والفكر والأقلام الحرة .
لاغرابة بإن يصبح دعاة السلم الاهلي والتغيير السلمي قابعون داخل دهاليز السجون السرية .
لاغرابة بإن يصبح تجار الحروب وتجار السوق السوداء وأصحاب السوابق حكاما وأمراء يتربعون سلطة القرار .
عموما : لافرق بإن يحكمنا لص بلحية طويلة وشارب مقصوص أويحكمنا لص بعسيب وزنة مزركشة .
ويعاب علينا أكثر بإن نظل في صمتنا ونقبل بسلطة السجان ، وامتهان كرامتنا الإنسانية ..
نوفمبر ٢٠١٧ م