المواطن/ كتابات ـ مختار الفهيدي
بداءت شرارة الثورة اللبنانية في 17 اكتوبر 2019 لاسباب عدة ومنها فشل الحكومة في تقديم اي حلول بالازمات التي تعصف بالبلاد على مختلف الاصعدة سوا كانت السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية .
خرج الشعب اللبناني بمختلف انتمائه العرقي والديني يهتف بصوت وشعار واحد #كلنيعنيكلن
للمطالبة باسقاط النظام وإلقضاء على الطائفية التي وسعت شرخ النسيج الاجتماعي اللبناني والمطالبة بدولة علمانية دولة المساؤاءه والعدالة وسط اجواء في بدايتها كان التوتر بين المتظاهرين والقوات الأمنية فاستخدمت القوات الامنية رش الغاز المسيل للدموع كما شهدت حملات إعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين .
خرج الشعب اللبناني كغيره من الشعوب بأجواء حماسية عالية اتسمت بالفن والرقص والغناء والموسيقى ولان هذه طوابع إنسانية تمتاز بها جميع الشعوب وكانت النساء في مقدمات الصفوف للثورة ووضعت المتارس لحماية المتظاهرين وكانت المرأة مع الرجل يمثلان ثنائيا رائعا في تجسيد النضال والهدف الواحد للشعب الواحد .
كل تلك العوامل التي رافقت الاحتجاجات اللبنانية جعلت من راود وسائل التواصل الاجتماعي بالتغزل بالثورة اللبنانية ليس من باب النزعة الثورية او من باب العامل القومي العربي لكن السبب هو الجفاف والكبت الذي يعيشه المجتمع العربي في ظل حكم الانظمة الديكتاتورية التي تقمع الحقوق والحريات .
كثرت التعليقات والكتابة عن الثورة اللبنانية وتعددت بين السخرية والمدح في المرأة اللبنانية وجمالها .
فكانت بعض التعليقات ان بنات لبنان اجمل من بقية بنات البلدان العربية .
وجاءت بعض التعليقات على شكل دعوات لعدم الزواج او بالحلم بالسفر إلى لبنان لإن لبنان مولعة نار حسب ذكرهم متجاهلين نضالات المرأة بشكل عام والمرأة اللبنانية بشكل خاص في سبيل الحرية في ضل القمع الذي تواجهه المرأة في المجتمعات العربية .
ولأن المجتمعات العربية ذكورية تنظر للمرأة بإحتقار وتعتبر حريتها عهر فبدلا من الوقوف إلى جانب اللبنانيين ودعم دور المرأة اللبنانية في مشاركتها في الثورة فقد شن البعض هجومهم على الثائرات الاحرار باللعن والتهم بالعهر والسب والتعليقات الساخرة .
في الحقيقة ان كل التعليقات تكشف جهل العقل العربي المتحجر والمنغلق في عالم الذكورة فقط .
وفي الجهة الاخرى من الروح والجسد العربي الواحد خرج الشعب العراقي بكل طوائفه تاركا كل صراعته وخلافاته بثورة نقية للمطالبة بإسقاط النظام الطائفي والذي شرخ الجسد العراقي الواحد بالنعرات الطائفية المقيته لكن سرعان ما واجه النظام الشباب والشعب الثائر بالقمع الوحشي واستخدام القوة المفرطة .
ولقد كان للمرأة العراقية دورا بارزا في الخروج والنزول للساحات والشوارع وتحت شعار واحد للمرأة والرجل #ماكووطنماكو_دوام
وما انتفاضة العراقيين اتت الابعد معاناه وضيق الحال بالشعب في ضل الفساد المستشري في انحاء البلاد وللمطالبة بالحق العيش الكريم .
فاستخدمت السلطات كل القبح والاعمال الاجرامية بحق الثوار من استخدام الرصاص الحي والقتل المباشر والاعتقالات الواسعة والتعذيب وكل تلك الاعمال تدل على وهم السلطات ان هذه الاعمال ستعمل على تراجع الثوار من والساحات والميادين متناسية ان إرادة الشعوب لاتقهرها إرادة .
لكن الثورة العراقية لم تلقاء الزخم على صفحات التواصل الاجتماعي كالثورة اللبنانية وعلى الرغم من مشاركة المرأة فيها وبقوة لكن ارى ان السبب هو قمع النظام للثوار بتلك الطريقة هو ماجعل الشباب العربي الذكوري صرف النظر عن الملحمة البطولية التي يقدمها الشعب العراقي بشبابه ونسائه وفي لوحة جميلة تجسد الهدف الواحد للشعب الواحد .
إن الازمة التي تواجه الكثير من البلدان العربية وبالاخص الشباب العربي هي ازمة الذكورة في ظل الكبت الذي يجتاح الوطن العربي وإلا ماكانت اختفت اخبار الثورة العراقية والتغزل بها في صفحات التواصل الاجتماعي كما حدث على عكس في الثورة اللبنانية لكني على يقين انه مهما كانت وحشية النظام العراقي ومهما كانت المحاولات لقمع الثورة الا ان الشعب العراقي في الاخير سينتصر وسينتزع حقوقه المشروعه في الحياة الكريمة والمواطنة المتساوية والعدالة التي لاتفرق بين كل كيانات فصائل المجتمع الواحد .
عاش العراق حرا ابيا
وعاش لبنان العظيم الحالم بالحياة الواعدة والمستقبل المشرق.