المواطن/ متابعات
أكد وزير الثقافة مروان دماج “ان الحكومة اليمنية تقدمت بطلب للحكومة الامريكية بمنع تداول الاثار والتحف اليمنية في السوق الامريكية”.
وقال في تصريحات صحفية انه: من المقرر ان تجتمع اللجنة الاستشارية في الحكومة الامريكية خلال الفترة من الـ 29 حتى الـ30 من أكتوبر الجاري لمناقشة طلب الحكومة اليمنية فرض قيود علي الاثار والتحف اليمنية وتداولها في الولايات المتحدة
وأشار وزير الثقافة الى ان طلب الحكومة يتطلب منع استيراد ونقل الممتلكات الثقافية اليمنية في الولايات المتحدة الامريكية.
واوضح بأن الإجتماع يجري الترتيب له من قبل وزارة الثقافة اليمنية عبر التلفزيون لمختصين بالأثار اليمنية في العاصمة المصرية القاهرة مع المسؤولين الأمريكيين لمناقشة الطلب اليمني.
ونوه الى ان هذا الطلب يأتي بناءاً علي (المادة ٩) من اتفاقية اليونيسكو التي انهت بلادنا اجراءات المصادقة عليها مطلع شهر سبتمبر الماضي.
ولفت وزير الثقافة الى ان سفارة بلادنا في واشنطن تبذل جهوداً كبيرة في هذا الملف الرامي الى منع تداول الاثار اليمنية في الأسواق الامريكية.
وأولت وزارة الثقافة اليمنية خلال الفترة الأخيرة ملف تهريب الآثار في اليمن أولوية كبيرة وأعدت تقرير مكوَّن من 290 صفحة باللغتين العربية والإنكليزية، يتضمّن اتهامات للحوثيين بتهريب وسرقة الآثار.
وتعرضت العديد من الآثار اليمنية، خلال السنوات الأخيرة، إلى أشكال شتّى من الاعتداءات التي تفاقمت منذ بدء الحرب منذ قرابة خمسة أعوام؛ حيث طاول القصف والتدمير والنهب والإخفاء والتهريب عدداً غير قليل من تلك الآثار التي يُقدَّر عمر جزء كبير منها بقرابة خمسة آلاف عام.
وتتمثّل تلك الآثار في بقايا الممالك اليمنية القديمة التي شهدت تنوّعاً حضارياً وثقافياً جعل من اليمن واحداً من أكثر بلدان العالم ثراءً في مخزونه الأثري الذي يتنوّع بين قصور وقلاع وأسوار وتماثيل وقطع زينة وسيوف ورماح ودروع ونقوش ومخطوطات ومومياوات.
لكن تلك الآثار، التي لا توجد إحصائيات رسمية حولها، باتت عرضةً لكل المخاطر التي تترصّدها من قِبل أطراف الصراع، الداخلية والخارجية، ففي آذار/ مارس 2017، استطاع تسعة عشر يهودياً يمنياً ذهبوا إلى “إسرائيل”، ومن بينهم حاخام الجالية اليهودية، تهريب مخطوطة للتوراة يُعتقَد بأنّ عمرها يتراوح بين 500 و600 عام، واتهمت وزارة الثقافة حينها جماعة الحوثيين بتسهيل العملية، واستفادتها من بيع آثار اليمن.
وخلال أقل من عشر سنوات، بِيع ما لا يقلّ عن مئة قطعة أثرية من اليمن في مزادات علنية بمبالغ تُقدَّر بمليون دولار أميركي في كلّ من الولايات المتّحدة وأوروبا والإمارات، وتشملُ تلك القطع نقوشاً قديمة وتماثيل ومخطوطات تعود إلى العصور الوسطى، بحسب ما كشف موقع “لايف ساينس” المختصّ في العلوم والآثار مطلع العام الجاري.
وتحتوي بعض تلك القطع على معلومات مفصّلة عن موطنها الأصلي وتاريخ نقلها الذي يعود إلى عقود ماضية، بينما لا يتضمّن البعض الآخر أيّة تفاصيل، ما يعني أنها نُقلت مؤخّراً.
وفي منطقة دوعن بمحافظة حضرموت، القت الأجهزة الأمنية قبل أشهر القبض على عدد من المتاجرين بالآثار، بعد نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لأكثر من عشرين محلّاً لبيع الآثار اليمنية في وضح النهار.
ومع احتدام الحرب في اليمن، ارتفعت وتيرة شحنات القطع الأثرية المرسلة من السعودية إلى الولايات المتّحدة. ومؤخّراً، وضع “ائتلاف تحالف الآثار”، وهو منظّمة غير حكومية تُكافح بيع القطع الأثرية المنهوبة، قائمةً تضمّ 1631 قطعة جرت سرقتها من العديد من المتاحف اليمينة.
وتشير أبحاث لـ “تحالف حماية الآثار” إلى أن آثاراً يمنية بيعت في الولايات المتحدة بما قيمته ثمانية ملايين دولار خلال العقد الماضي، كما أسهم “التحالف” لاحقاً، وإلى جانب ما دمّره من تاريخ اليمن وآثاره، في خلق جو فوضوي كان له أثر كبير في إفساح المجال أمام لصوص الآثار، بحسب ما أفادت أبحاث تحالف حماية الآثار.