المواطن/ الشرق الاوسط
سلط حقوقيون يمنيون ومنظمات مساندة لحقوق الإنسان في اليمن الضوء على مخاطر ألغام الميليشيات الحوثية في اليمن ونتائجها، كما رصدوا في فعاليات حقوقية شهدتها جنيف أمس حجم الانتهاكات التي قامت بها الجماعة ضد الصحافيين.
وفي هذا السياق، أكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد) في اليمن أن عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة يرتفع كل يوم في اليمن بسبب الألغام المحرّمة دولياً التي تزرعها الميليشيات الحوثية في حربها على الشعب اليمني.
جاء ذلك في كلمة للناشطة اليمنية نزهة مخلوق باسم التحالف الحقوقي (رصد) أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أكدت فيها أن 92 ألف شخص أصيبوا بألغام الحوثي.
وأشارت مخلوق إلى التقارير الدولية التي أكدت أن 82 في المائة من الشعب اليمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بينهم 3 ملايين معاق، إلى جانب مواجهة المعاقين في اليمن لتحديات متزايدة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والطرقات نتاج الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية على الشعب اليمني وممتلكات الدولة، مما أدى إلى وفاة الكثير من المعاقين وزاد من معاناة الآلاف منهم.
وأوضحت مخلوق أن أكثر من 300 منظمة كانت تقدّم خدمات خاصة للمعاقين في اليمن أغلقت أبوابها بعد أن فقدت التمويل اللازم لاستمرارها.
وتساءلت عن الدور الذي يمكن أن تقوم به المفوضية السامية لحقوق الإنسان من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، ودمجهم في التنمية في ظل ظروف اختطاف الميليشيات للسلطة ومؤسسات الدولة كما هو الحال في اليمن.
في غضون ذلك، دعا حقوقيون ومنظمات إقليمية الأمم المتحـدة للعمـل من أجـل إقـرار اتفاقيـة ملزمـة لحمايـة الصحافيين والإعلاميين أثناء النزاعات المسـلحة.
جاء ذلك خلال النـدوة التي نظمهـا مركـز المعلومـات والتأهيل لحقـوق الإنسـان، على هـامش الـدورة 42 لأعمـال مجلس حقـوق الإنسـان بجنيف بعنوان “حرية الرأي والتعبير أثناء النزاعـات المسـلحة” بالشـراكة مـع مركـز حقي لـدعم الحقوق والحريات، ومركز بيروت للتنمية وحقوق لإنسان.
وخلال الندوة تطرق رئيس مركز “حقي لدعم الحقـوق والحريـات” هاني الأسودي، في ورقة بعنوان “في اليمن، الصحافة جريمة”، إلى ما تعرض له الصحافيون من انتهاكات جسيمة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأبرزها قتل واختطاف الصحافيين، ومداهمة المؤسسات الإعلامية والصحافية، وإغلاق معظمها واختطاف الكثير من الصحافيين.
وأكد الأسودي أن ميليشـيات الحوثي الانقلابية هي المنتهك الرئيسي في قضايا الصحافة والإعلام، مستدلا بتصريحات قيادتها التي تعتبر الصحافيين أشد خطرا من المقاتلين.
وأضاف أن 80 في المائة من انتهاكات حرية والتعبير في اليمن ترتكبها ميليشيات الحوثي، حيث تعرض الصحافيون باليمن للقتـل والاعتقـال والإخفـاء القسـري والتعـذيب.
وأوضح الناشط الحقوقي الأسودي أن الأعـداد المعلنة عن الضحايا من الصحافيين والإعلاميين أقل من الأعداد الحقيقية بسـبب ضـعف عمليـة رصد وتوثيق كل الانتهاكات في اليمن، وعدم وجود بيئة مناسبة للعمـل الحقـوقي، مؤكدا أنه لا يوجد في اليمن في الوقت الحالي أعمال صحافية مهنية بسبب تحول الصحافة إلى إعلام حـربي.
وعرض الأسودي حالات لصحافيين تعرضـوا للانتهاكـات منها القتـل والاعتقال والإخفاء القسري، كما انتقـد تقريـر الخـبراء الأمميين، واتهمه بأنه “تجاهـل قضـايا الانتهاكات المرتكبة ضد الصحافيين مساوياً بين أطراف النزاع”