المواطن/ تقرير – راشد محمد
لم تكن مروة علي سيف 19 عام من سكان قرية “الصدع أنبوه” عزلة الجبزية بمديرية المعافر، جنوب محافظة تعز، قد استوعبت حقيقة وفاة زوجها صهيب عبده راجح في حادث مروري، حتى بدأت تستقبل التهديدات بدل العزاء، بدأ رحيل زوجها المبكر، واب طفلها الوحيد وكأنه فتح عليها أبواب الجحيم.
تحكي مروى، ل “#المواطن” فصول مأساتها: “حين تلقيت خبر وفاة زوجي، بعد حادث في طريق تعز – عدن، كنت ابكي ولا أصدق ما حدث، عندها جأني اتصال من شقيق زوجي، ظننته سيعزيني، إلا أني تفاجأت به يوجه لي تهديدات إن حصل لأخيه مكروه، وكأنني السبب!!.
مروى التي تزوجت صهيب، قبل سنتين ونصف، أنجبت له خلالها “عزام” سنة ونصف، طفل وحيد ويعاني إعاقة في القدمين، أصبح هذا الطفل هو مصدر الأمل الوحيد لها، بعد وفاة والده، وصار في نفس الوقت نقطة ضعف الأم، أمام تهديدات اعمامه بأخذه من أمه.
تضيف مروى “بعد وفاة زوجي قام إخوته بأخذ طفلي الرضيع، كوسيلة للضغط من أجل التنازل عن حقي من الميراث بعد زوجي صهيب، لولا أن الأمين الشرعي اعتذر عن كتابه التنازل بحجة أنه مشغول وعدم وجود شهود، لكنت تنازلت تحت الضغوط والتهديدات عن حقوقي.
- بداية المضايقات
على هامش الحرب التي تطحن البلاد منذ قرابة خمسة أعوام، ثمة حروب أخرى صغيرة، نتائجها لا تقل بشاعة عن الحرب الكبرى في البلد، مسرح هذه الحروب خلف أسوار المنازل ضحاياها أبرياء من النساء والأطفال، وأبطالها أشخاص نزعت منهم الرحمة وراقهم ممارسة الظلم وتعذيب البشر، شجعهم على ذلك صمت المجتمع وغياب الدولة..!!
لم تجد ضغوطات اشقاء صهيب تجاه زوجته لإجبارها على التخلي عن حقوقها من الميراث، فبدأت وسيلة أخرى من الضغوط والتهديدات، وهذه المرة عبر إثارة شكوك حول إقامة علاقات مشبوهة مع مجهولين، كل ذلك تمهيدا للإستحواذ على حقوقها.
تتابع مروى حديثها “بدأت أتعرض لمضايقات يومية من قبل زوجة أحد أشقاء صهيب، تمثل ذلك باستباحة خصوصياتي في أي وقت، والتهجم على تلفوني المحمول بشكل مزاجي، واتهامي بمراسلة اشخاص مجهولين”، الأمر الذي دفع مروى للتذمر، فلا يوجد في تلفونها سوى صور لطفلها الرضيع وزوجها المتوفي تنظر إليهما كلما داهمها الحزن والشعور بالوحدة.
لم يرق الأمر لزوجة الأخ وبدأت في اختلاق التهم الكيدية لمروى، كمقدمة لإبتزازها واخضاعها لخدمتها ومصادرة حقوقها وحقوق طفلها الرضيع.
- امرأة بلا سند ضحية وحش ادمي
تعيش مروى علي سيف بلا سند أسري يدفع عنها غول الشر الذي يحيط بها وطفلها، فإلى جانب كونها يتيمة الأم، فإنها فقدت اثنين من أشقائها التهمتهم نيران الحرب المشتعلة في البقع على حدود المملكة السعودية، ولديها شقيق ثالث غائب عن القرية لم يعد يكترث لها منذ سنوات، لذا جاء رحيل زوجها بحادث سير، انهيار آخر حائط تستند عليه فتاة تقارب العشرين عام وبحضنها طفل يتيم.
وفقا لرواية “مروى” فإنه وبعد أن تلقى شقيق زوجها أتصال من زوجتة تبلغه بأن زوجة أخيه المتوفي منعتها من تفتيش تلفونها، عاد الى المنزل وقام بأحتجز أمه في غرفتها، مغلقا عليها الباب من الخارج، وامسك بيده اليمنى “صميل” ليباشر ضرب وتعذيب زوجه أخيه المتوفي بشكل وحشي لا تقدم عليه حتى أشد الحيوانات وحشية.
تقول مروى: “رأيته يغلق الباب على عمتي في غرفتها، ويمنعها من الخروج أو الصياح، بعد ذلك توجه نحوي وشعرت بالعصا تهوي فوق راسي وطفلي بحضني.
سقطت مروى أرضا ولم تشعر إلا وهي مضرجة بالدماء، وعلامات الضرب واضحة على مناطق كثيرة من جسدها، فيما يقول محضر التحقيقات أن عمتها، أم زوجها وأم الجاني تمكنت من إنقاذ مروى من بين مخالب الجاني، والتحفظ عليها في غرفتها، ومنعه من الاستمرار في تعذيب الضحية.
حين اطلعنا على التقرير الطبي والصور المرفقة طي هذا التقرير، والتي توضح آثار التعذيب الذي تعرضت له مروى علي سيف، راعنا أن هناك نفس بشرية يمكن أن تكون بهذه البشاعة وموت الضمير، خاصة أن الجاني شقيق زوجها وعم طفلها الرضيع..!!
تابعت مروى “تعرضت لتعذيب في أجزاء متفرقة من جسدي، الصور توضح أثر الضرب والتعذيب في اليدين والرجلين، أما بقية أجزاء الجسد لا استطيع ولا يمكنني تصوير جسدي لأحد”.
بعد يومين من الجريمة بدأ طفل مروى يتقيأ عند انتهائه من الرضاعة، تبين بعد ذلك أن اثداء الأم تقيحت من الداخل لشدة التعذيب في صدرها، أتضح أن الطفل كان يرضع الحليب ممزوج بالقيح..!!
- مساع للإفراج عن الجاني من سجن النيابة.
ظلت مرور في حالة رهاب من هذا الوحش، إضافة إلى حالة الرهاب تلك، فإنها تعاني من ضعف في السمع بسبب الضربة التي تلقتها من الجاني في رأسها وأسقطتها مغشية عليها.
من أجل استعادة حقوقها، وتوفير الحماية لنفسها، وطفلها، لجأت مروى لطرق باب الدولة علها توقف هذا الوحش عن النيل منها ومن طفلها، ذهبت الى قسم الشرطة في المعافر وقدمت شكوى ضد الجاني، بعد تهرب دام قرابة شهر تم القبض على الجاني، وباشرت الشرطة جمع الاستدلالات، ثم تم نقله إلى نيابة المعافر والمواسط للتحقيق، لكن جل المخاوف تأتي من كون الجاني يتهدد ويتوعد من داخل سجن النيابة، وهناك مساع لإطلاق سراحه بضمانة تجارية..!!
“المواطن نت” عرض أوراق القضية على خبراء قانونيين، أكدوا أن الجريمة شروع في قتل، الأمر الذي يتطلب التحفظ على الجاني لدى النيابة وعدم إطلاق سراحه، لجسامة الجريمة التي اقترفها، ولخطورته على المجتمع، خصوصا أنه ما زال يهدد المجني عليها وطفلها، والإفراج عنه قد يؤدي إلى نتائج خطيرة.
- التعويل على أبناء المعافر في الانتصار للضحية.
أمام حالة التوحش والإجرام التي هشمت جسد مروى والحقت الأذى بطفلها، واستغلال ضعفها، ينتقل عبئ الدفاع عنها إلى عاتق المجتمع، وفقا لوجهة نظر قانونية.
حسب ناشطين من أهالي المنطقة تواصل معهم “المواطن نت”، فإن ما واجهته مروى وطفلها جريمة لا يمكن السكوت عنها، وثقتهم كبيرة بأن أبناء المعافر والجبزية على وجه الخصوص التي أنجبت الثوار والأحرار الذين نشاهدهم في مختلف المجالات والمحافل الحقوقية والإنسانية قادرين على الوقوف ضد هذه الوحشية والانتصار للضحية وتوفير الحماية القانونية والمادية لها ولطفلها من أي مخاطر قادمة.