المواطن/ ثقافة – عبد الرحمن بجاش
كتب صديق عزيز يقول :(( ايقونة الغناء اليمني في صنعاء حوثي ، وفي مصرشرعيه ، وفي بيروت عفاشي ، أيوب بتاع كله للأسف ، كان الافضل أن يرتقي الى مستوى تاريخه وشعبيته ولايظهرمع احد …….…….)) ، اي واحد قصير النظرسيقول أن مثل هذا الكلام فيه اجحاف ، وظلم ، لكنني اقول وبثقه انه كلام يدل على محبة عميقه لايوب الذي هومن هو ، ومع ذلك اقول ولكن
أيوب طارش العبسي فنان من طرازالفنانين الذين ينتمون بفنهم إلى الشارع ، الى قلوب وعقول الناس ، وعندما يغني ، فيغني لكل من له أذن تسمع ، وهنا يكون من يسمع ويتغنى كل الشعب بفئاته وشرائحه ، ومذاهبه وطوائفه ، ولا احد يستطيع ارسال اغنيته إلى تلك الاذن ومنعها عن الاخرى ….
فاذا كنا نطرب لاغنية يؤديها فنان من غيرلغتنا ، والغناء لغة الشعوب ، فما بالك بمن يغني بلغتنا ، ولا استطيع أنا ولا غيري ، ولا الفنان نفسه أن يقول لأحد اي أحد: لاتسمع اغنيتي ولا تعجب بي لانك تنتمي للحزب الفلاني او المذهب العلاني ، او لفئة اجتماعيه اراها أدنى وانا من اسرة رفيعة النسب …..لايمكن ..
فنان هوايوب غنى للوطن كله ، ولم يشترط عندما غنى أن تكون هذه الاغنيه موجهة لفلان دون زعطان …وعندما انشد النشيد الوطني ألذي تهتزله القلوب والافئده ، فللوطن اليمني كله ، هل نستطيع أن نمنع اي طرف الان من الاطراف المتحاربه من أن يرفع العلم الجمهوري فوق مواقعه ، هل نستطيع بالتالي أن نقول لهذا الطرف او ذاك : ممنوع تسمع النشيد الوطني ؟ لايمكن ..
أم كلثوم التي كانت قاسما مشتركا اعظم في مصروالعالم العربي ومشهوره في العالم بدليل الصورة التي ظهرت قبل ايام لذلك الفرنسي المتيم ألذي حاول الهجوم على قدميها لتقبيلها وطرحها ارضا ، هل كان من المعقول أن يقول له احد: ممنوع تسمع أم كلثوم لان فرنسا إستعمرت الجزائرأو سوريا ولبنان ؟؟ لايمكن …فالفضاء ملك للبشريه وخاصة الآن والجميع يسمع للجميع بدون استثناء …
عندما اقدم ضابط من ضباط مجلس الثوره على ايقاف اغانيها من الاذاعه بحجة انها غنت ايام الملكيه ، فطلبه عبد الناصر قال له بالحرف الواحد: عايزك تنقل الهرم الاكبرمن مكانه إلى آخرالحكايه…
أيوب انشد النشيد الوطني لكل اليمنيين ، وبالتالي هو ملك لهم جميعا ، وهؤلاء الفرقاء سيتفقون يوما ، وسيقبلون لحى بعضهم ، فكيف سيكون الحال عندما يخاصم البعض منهم أيوب فنان الشعب (( لانك يوم كذا رفضت دعوتي )) …
وازيد من الشعربيت ، فليس من اللحظة ظهرايوب مع الجميع ، فهو الفنان الوحيد تقريبا الذي لم ينتمي لفئه مقابل فئه ولا لمذهب مقابل مذهب ، وليس له علاقه بالسياسه ، الا بمفهوم اذا السياسة تعني وطن كامل من صعده الى المهره ، ببعد عربي يحب أيوب …وايوب الوحيد ألذي ظل يغني وفي وظيفته في البنك اليمني ، فقد نآى بنفسه عن تلك الشلل التي طبعت دنيا الفنانين معظمهم وماأدراك بتلك الدنيا
اذا فأيوب فأيوب ملك الجميع، اتفقنا أو اختلفنا سياسيا ، لايستطيع أن يقول لهذا او ذاك من اليمنيين لن اقبل دعوتك ، أيوب فنان كبيرلابد أن يكون فوق خلافات السياسيين جميعا ، وهذا شيئ يحمد له ، ثم هو على المستوى الشخصي فهو الرجل الهادئ الدمث ، مؤدب الى درجة العبث ، لااقول هذا لأنهم قالوا لي ، انا اعرفه عن قرب …ثم ازيد من الشعربيت ، فأيوب كإنسان ، فهو خجول ويدري كيف يستحي في مواقف تتطلب الحياء الرفيع الذي يليق به كفنان للشعب ، من الشعب اتى ، واليه يعود ….
علي أن اقول أن حروبنا باستثناء مواجهة العدوان ، فستنتهي يوما، وسنعود ل(( ياسبحان الله عليك )) ، وبالتالي فسنعود لبعضنا رضينا او لم نرضى …
بالنسبة لايوب وهو فوق الجميع أن صح التعبير، اذلااقصد انه متكبرأو متجبر، اعني أن فنه يجعله فوق كل خلاف يمني يمني ، ثم اذا اجمع الناس على خلافاتهم على حبك فانك محل الرضى ، وهذ يعني انك على صح …ولديك مقدره استثنائيه على أن تكسب الناس كلهم …
كنا سنأخذعلى أيوب اذا ماذهب رسميا الى اي طرف وغنى ضد الطرف الاخر، هنا سنقول انه منحازلهذا ضد ذاك ….هو كفنان ملك لليمنيين جميعا..
أيوب يظل فنانا كبيرا بحجم النشيد الوطني ، والنشيد يجمع الكل تحته…وما قاله الصديق العزيزدليل تقديروحب وحرص….
لله الامرمن قبل ومن بعد .