المواطن/ ثقافة
في رمضان تصبح هذه الدائرة الفخارية التي نسميها (ملحة) أكثر الأواني أهمية وقداسة لأن الصائم بعد كل يوم تحمّل فيها مشقة الصوم يحب ان يأكل وجبة لذيذة وليس ألذ من هذا اللحوح الذي يتم صناعتها من حبوب الدخن والغرب والذرة بعد طحنها وارابتها في الماء..ولعل من يتذوق رقائق اللحوح يظل عمرا طويلا يتذكرها خاصة اذا تم رشها بزيت السمسم أو اغرقت باللبن ” الحقين” .واتذكر اننا في الطفولة كلما كان يأتي رمضان ننشد:
يارمضان ياححه
حول لي بملحة
وذلك لاهميتها فمن لايمتلك ملحة كأن رمضان لم يزر بيته.
وكان لدينا لغز نبدأه بمفردة “احزي لي” اي من يعرف معني اللغز الذي يقول : احزي لي من حاجة سوداء .سوداء .سوداء ولكن بناتها بيض؟ فيرد احدهم : الملحة ..وبعضهم لايستطيع فك اللغز.واحزي لي هنا تقابلها فزورة او حزورة باللهجة المصرية .
ولاتوجد هذه الرقائق اللذيذة الا في بعض مناطق تعز الحجرية الى درجة ان هناك من يسميه اللحوح العبسي أو العريقي.
ولا ادري هل يوجد شبيها لها في هذا العالم؟
…………….
ملحق منقول
………….
اللـــــحــــــــــــوح :-
مقدمه تاريخيه عن اللحوح
جاء ذكر اللحوح في صفة جزيرة العرب للهمداني (280 – 334 هـ = 893 – 945 م)
اللحّوح ويسمى الصّليح خبز الذرة على الطابق يكون على رقة الثياب لا يحتمل فإذا وقع في اللبن استرخى فلم يحتمل إلا بأكثر الأصابع ومع اليمنى الأدب بكلها.
ويذكر الصغاني أو الصاغاني (555-650هـ /1160- 1252م)
واللُّحوح: شِبْهُ خُبْزِ القَطائِفِ يصنع باليَمنِ، يُؤْكَلُ باللَّبَنِ
ويذكر الفيروزآبادي (729 – 817 هـ = 1329 – 1415 م) القاموس المحيط [ص 306]
واللُّحوحُ بالضم : شِبْهُ خُبْزِ القَطائِفِ يُؤْكَلُ باللَّبَنِ يُعْمَلُ باليَمنِ
أما الزَّبيدي (المتوفى : 1205هـ) في تاج العروس فقد قال:
واللُّحُوح، بالضّمّ) لغة عَربيّةٌ لا مُوَلَّدة على ما زَعمَه شيخُنَا، وكونه يالضّمّ هو الصَّوَاب، والمسموع من أَفواهِ الثِّقَات خَلَفاً عن سَلَفٍ، ولا نظَرَ فيه كما ذَهب إِليه شيخُنا : (شِبْهُ خُبْزِ القَطائِف) لا عَيْنُه كما ظنّه شيخنا، وجَعَلَ لفْظ شبْه مستدرَكاً، (يُؤكَلُ باللَّبَن) غالباً، وقد يُؤكل مَثرُوداً في مَرَقِ اللَّحْم نادِراً، (ويُعْمَل باليَمَنِ)، وهو غالبُ طَعامه أَهلِ تِهَامَةَ، حتّى لا يُعرَف في غيرِه من البلاد . وقول شيخنا إِنّه شاعَ بالحجاز أَكثَرَ من اليَمَن، تَحَامُلٌ منه في غير محلّه، بل اشتبهَ عليه الحال فجعله القَطَائفَ بعينِه فاحتاجَ إِلى تأْوِيل، وكأَنَّه يُريد أَوّل ظُهُورِه، ولذالك اقتصَرَ على استعماله باللَّبَن، وفي اليمن، فإِنّه في الحجاز أَكثرُ استعمالاً وأَكثَر أَنواعاً . انْظر هاذا مع الاشتهار المتعارَف عند أَهل المعرفةِ أَنَّ *!اللُّحُوحَ من خَواصّ أَرضِ اليمن لا يَكاد يُوجد في غَيره /
*(بقلم الدكتور –صلا ح الحسيني)
وهذا تعقيب عن الموضوع لانوا وطرق بالاتياللحوح في اليمن نوعين أو أكثر في اليمن هو نوع من الخبز وهو من وجبات الفطور أو السحور الرمضانية يوميا حتى لا تكاد بيت في اليمن تخلو من اللحوح في رمضان ويقولون عندما يقترب رمضان ( يوم تجزع ويوم تنشر يا عذابك يا لمذر)
و المذر بفتح الميم وضم الذال هو ( جعنان الدبه الصغير )او إناء صغير مثقوب من أسفل يذر به عجين اللحوح الرئق فوق الملحة عند الطهي
النوع الأول : وهذا يعمل في المناطق الشمالية وتهامة على ما اعرف وتشتهر به المحويت لحوح ثخين وهذا يأكل غالبا مع اللبن والزبادي (الشفوت) وأيضا مثله اللحوح الحبشي الذي يأكل غالبا مع الزجني وهو لذيذ أليس كذلك بأستاذ صلاح؟ علما بأن اللحوح مشهوره بالحبشة وليس باليمن فقط كما ذكر الزَّبيدي (المتوفى : 1205هـ) في تاج العروس الذي أشار إليه الأخ صلاح )في مقاله وربما تكون الوجبة انتقلت من اليمن إلى الحبشة أو العكس فا لعلاقات التاريخية والعادات والتقاليد المشتركة بين اليمن والحبشة معروفة منذ القدم..)
النوع الثاني :- اللحوح التعزي وتشتهر بعمله منا طق الحجرية بشكل عام و هو خفيف كالحرير وجاف نسبيا ومذاقه لذيذ وليس به حموضة كا النوع الأول ويصنع من دقيق الذرة اليمنية الصفراء ودقيق الدخن و ويعجن بشكل رائق جدا ويضاف للعجينة (الحقين) ألبقري اللبن بعد نزع الدهون منه ويترك بعد عجنه لمدة لا تقل عن خمس ساعات ليتخمر قليلا . ثم يطهى على النار بواسطة إناء خاص يصنع للحوح من الفخار يسمى الملحة *صو ر . ويأكل شفوتا مع الحقين أو لزبادي ويضاف إليه السحاوق والثوم ويكون وجبة إفطار رئيسة في رمضان وفي المناسبات المختلف ويأكل أيضا مع المرق او والشاي مثل الخبز العادي وقد يدهن بالسمن البلدي وقد يضاف إليه إثناء الطهي البيض ويسمى لحوح مبيض
ومن مميزات اللحوح التعزي أن يحفظ لمدة من خمسة إلى سبعة أيام إذ حفظ جيدا دون إن يتعفن لكن النوع الأول لا يمكن أكله بعد 24ساعة يتعفن سريعا لسماكته وزيادة نسبة الرطوبة فيه
واعتقد إن هناك أنواع أخرى من طرق إعداد اللحوح في اليمن أرجو من يعرف عنها وتاريخها يكتب عنها
من صفحة الكاتب محمد عبدالوكيل جازم