المواطن/ ميدي- علي جعبور
تعلّمت طريقة صنع خبز «الكدر» التهامي من أمها عندما كانت في سن الثالثة عشرة، كان الفضول وحده يدفعها لذلك، لكن فيما بعد أصبح لزاماً عليها صنعه كل يوم كمهنة ظلت ترافقها حتى عمر الثمانين.
نزوح
نعمة محمد طينة (80) عاماً، نزحت من مدينة الحديدة في العام الماضي واستقرت مع أولادها في مخيم العليلي التابع للهلال الأحمر الإماراتي في مدينة الخوخة، ورغم ظروف الحرب التي أجبرتها على ترك أدوات صناعة الخبز وكل مقتنياتها الخاصة في بيتها بمدينة الحديدة إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة عملها في المخيم، حيث اقتنت التنور الخزفي الخاص بإنضاج الخبز أو «الموفئ» حسب التسمية المحلية وعاودت من جديد مواصلة مهنتها في مدينتها الجديدة.
وفي حديثها لـ«البيان» أوضحت نعمة أن العمل بالنسبة لها أصبح جزءاً من روتينها اليومي، لا تستطيع التخلي عنه وهو الذي رافقها طيلة سنوات عمرها الماضية وارتبط بذكرياتها سواء السعيدة منها أو الحزينة.
3 أطفال
وتضيف: اليوم الذي أتوقف فيه عن العمل أشعر بأن حياتي توقفت ولم يعد لها معنى، لذلك أذهب كل صباح لجلب الحطب وشراء الطحين من السوق وفي العصر أبدأ العمل بإنضاج الخبز وتجهيزه ثم أذهب به إلى السوق أو أبيعه في المخيم وما تبقى منه أوزعه على جيراني، أكسب ألف ريال كل يوم من عملي (دولارين) هذا المبلغ البسيط أحياناً لا يفي بقيمة الطحين والبصل والخميرة والزيت، التي أشتريها وهي مكونات الكدر لكنني لا أعمل الآن لأجل الكسب المادي بل وفاء لمهنتي التي تناساها الكثيرون وتوقفوا عنها.
وتشير نعمة إلى أن زوجها توفي قبل أربعين عاماً مخلفاً إياها مع ثلاثة أطفال لا يزيد عمر أكبرهم عن عشر سنوات، فحملت على عاتقها مسؤولية تربيتهم وإعالتهم وكان عملها في إعداد خبز الكدر وبيعه هو مصدر دخلها الوحيد، ولذلك عزّ عليها التخلي عن مهنتها عندما شعرت أنها لم تعد بحاجة لها.
ويعد خبز الكدر أحد صنوف الوجبات الشعبية في تهامة، إذ لا تخلو منه موائد الفطور والعشاء خصوصاً في أرياف محافظتي الحديدة وحجة وتختلف طريقة إعداده من منطقة إلى أخرى حسب الذوق العام لأبناء كل منطقة وعادات الأكل المتوارثة.
نقلا عن البيان الاماراتية