المواطن/ كتابات – منصور الأصبحي
في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 آيار مايو كيف لمثلي أن يحتفل وأنبل زملاء مهنته المقدسة في خبر كان، فهم إما مخطوفين قهرا، أو مفقودين سرا، أو مخفيين قسرا، أو.. “على ربك الركون”، فحمايتهم- من مختطفيهم الغلاظ الشداد قساة القلوب، منعدمي الضمير- من سابع مستحيلات الممكن أو اللا ممكن، فلا غير التعذيب والترهيب والتنكيل والتكتيم والإذلال وضغوطات نفسية وهدم معنوي، وامتهان للكرامات، كأساليب توحش إرهابي تفننت وتتفنن به إحدى أبشع العصابات الإجرامية في تاريخ اليمن، وليس كجماعة الحوثي كمليشيا لإرهاب القرن الواحد والعشرين اليمني هي من أبدعت في ذلك إنتقاما من أنبل صحفيي اليمن، ولا أحد نصيرا لهم من بطش هذه المليشيا المتوحشة روحا وفكرا وتفكيرا وإنسانية وأخرى حد التوحش الذي لم تمارسه أي عصابات “هوفرية” متعصبة للانتقام والإجرام في الدنيا.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة أقف كمسار صلب أمام عظمتكم، وقوة إرادتكم وتجلدكم لأقدم لكم تحية خاصة بحجم ثباتكم في وجه عاصفة إرهابية حوثية، همجية، هوجاء، شمطاء، بخراء، أنانية، إقصائية، مفروغة أخلاقيا وإنسانيا ومشروعا مدنيا مرهون بما تكتنزونه في أرواحكم وأحلامكم وأفكاركم وأقلامكم التنويرية من ضعفت مليشيا الإرهاب الحوثية أمامكم وإن اختطفتكم ثم عذبتكم لكنها الأضعف وستظل كذلك أمامكم وأمام كل أمهاتكم العظيمات واللواتي لم يمنحن فرصة لزيارتكم لتترك لتلك المكلومات بهكذا وضعكم فرصا أخرى للاختلاء بكم لمحادثاتكم كما يحصل في أي دولة في الأرض، هذا استحقاق قانوني إنساني أخلاقي بالمقام الأول وتحترمه حتى دولة الكيان، لا سيما وأنكم قد تم اختطافكم بغير مسوغ قانوني يجيز للمليشيا مداهمة منازلكم وترويع أطفالكم، والتشهير بكم لإذلالكم أمام أطفالكم وزوجاتكم وأمهاتكم وذويكم والعالم كله قبل تنفيذ جريمة اختطافكم اللا قانونية، كجريمة سيعاقب عليها القانون اليمني والإنساني، ولن تسقط كل هذه الأفعال الإجرامية الحوثية الطائشة بالتقادم طال الزمن أم قصر، طالما وأنتم الأقوى حالا وموقفا وسندا قانونيا، ومن خلفكم يقف الضمير العالمي الإنسان.
المجد لأرواحكم القوية معشر الصحفيين والإعلاميين -أو غيركما- في سجون وأقبية ومعتقلات وبدرومات وعقليات المليشيا الحوثية الإرهابية المظلمة كظلمة ليل جاء بها من أوحش جروف المجاعة الأخلاقية، ومن كهوف الجفاف الإنساني لتبسط سيطرتها المشئومةعلى وطنكم الذي هو الآخر مختكفا معتقلا معذبا منكوبا مثلكم سواء بسواء.
تضامني المفتوح معكم زملائي الكبار، وأساتذتي في الصبر والثقة وعمالقة الشرف المهني الحر.
وسأظل ومعي كل زملائكم خارج معتقلات الموت الحوثية نذكركم ونناشد العالم “الميت” لمناصرتكم، ولو أننا من أول لحظات اختطافكم نعاني لمعاناتكم وأسركم التي أثبتت أنها أهل للمسئولية والتصلب والمناشدات التي وصلت بقوة مثل قوتكم وقوة هذه العائلات النبيلة لكل العالم الإنساني، لهذا لستم لوحدكم في معتقلاتكم حتى تندمون، فابتسموا إنكم الأقوى وأقوم قيلا.
منصور الأصبحي
3 مايو 2019 م
ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة.