المواطن/ كتابات – محمد محسن الحقب
كان لقائي الأول به عام 2003 في قاعة مركز الدراسات والبحوث بصنعاء أثناء إحياء الذكرى الاولى لإغتيال الشهيد جار الله عمر الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني . كنت أنا حينها حسب ما أتذكر رئيس اللجنة المنظمة للحفل الخطابي وكان قحطان في الصف الأول في القاعة وبجوارة كوكبة من كبار الضيوف من السياسيين والمثقفين وعلى رأسهم رئيس مركز الدراسات الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي قدم رائعتة الرثائية بقصيدة عنوانها ( ما تيسر من رعشة الخوف ) وكذلك كان بجواره الدكتور سيف صائل الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي والدكتور عبدالكريم الارياني الامين العام للمؤتمر الشعبي العام ومعظم أمناء وممثلي الاحزاب السياسية اليمنية ورؤساء دوائرها وممثلي منظمات المجتمع المدني والكثير من مثقفي وأدباء الوطن العربي وحتى أستاذي في الجامعة رئيس الهيئة العامة للآثار ومكتشف خط الزبور اليماني الدكتور يوسف محمد عبدالله الذي بالصدفة أكتشفت حضورة مما جعلني أشعر بالزهو وأهمس في أذنه مازحاً : أشكرك للحضور وأشكرك لإتجاة اليسار .
كنت مازلت أجوب القاعة أثناء عرض الفقرات وبالصدفة لاحظت أن هناك عيناً في الصف الأول قد برقت بالدمع و للأمانه كان (قحطان) يبكي ويمسح دموعة بحرقة وألم دون أن يشعر به أحد بمساعدة الإضاءة الخافتة لقاعة الضيوف .
كان ينتحب على جار الله عمر ببكاء الرجال وكأنه قد فقد أحد ابنائة أو ذويه . حينها فقط أكتشفت أن شفرة جارالله عمر لم يستطيع أحداً حلها سوى ( قحطان ) وأدركت حجم التناغم السياسي بين مهندس مشروع اللقاء المشترك وبين رئيس دائرة سياسية الأصلاح أكثر الاحزاب السياسية نفوذاً في الساحة حينئذ ٍ .
شدني ذلك المشهد المؤثر ووجدتني بعد إنتهاء الحفل وفي بوابة القاعة أطبع قبلة في جبين قحطان وأقول له :
لله در محافظة إب في العصر الحديث وهي تجود لنا ولليمن بهرمين سياسيين ووطنيين وهما أنت وجار الله عمر .
______
أطلقوا سراح هذا الرجل المريض والطاعن في السن أيها الجبناء فهو لم يقاتلكم بالرصاص ولكن بذخيرة الإنتماء الوطني وإن كان ليس لدية قبيلة تتفاوض معكم . فقبيلته الوحيدة هي مشروع الدولة التي ينشدها والحلم الجميل الذي يرتجية .