المواطن/ خاص – تقرير – نصر عبد الرحمن
تعاني مدينة تعز كغيرها من المدن اليمنية عامة ،ومنذ فترة طويلة من تكدس القمامة على امتداد شوارعها بكل ما تحمله من كوارث أخرى ، إلا أن الفترة الأخيرة تشهد شوارع تعز تكدس اكوام القمامة الأكبر والاشد ضرراً على مختلف نواحي الحياة، في ظل إتهامات متبادلة بين المواطن وأجهزة الدولة المعنية.
كارثة و أضرار:
يهدد إنتشار القمامة و مخلفات الإنسان بالشوارع؛ البيئة والإنسان ذاته؛ بالعديد من الآثار الكارثية والأمراض والاوبئة ، إذ تؤدي مشكلة القمامة إلى ازدحام الشوارع وتسبب الضجيج ،كما تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض ، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة إنتشارا كبيراً لوباء (الكوليرا) في أوساط السكان، خصوصاً الأطفال والنساء.
وبحسب مستشفيات المدينة فقد أودى هذا الوباء إلى وفات أشخاص كثر ،بينهم أطفال ونساء ، كما يشتكي السكان من إنتشار القمامة بالشوارع، إذ يقول أحد سائقي الباصات “سببت لنا مشكلة القمامة ،ازدحام في الشوارع بسبب تكدسها في وسط الشوارع والارصفة ، أدت إلى إعاقة حركة السير ، ويضيف أصابت هذه المشكلة الناس بالأمراض خصوصاً الكوليرا ، وحمل المسؤولية السلطة المحلية في المحافظة على رأسها صندوق النظافة والتحسين ، وكذلك المواطنين الذين لا يلتزمون بوضع مخلفاتهم في الأماكن المخصصة لها “.
من المسؤول :
يتهم سكان المدينة السلطة المحلية بالتقصير وعدم الاهتمام وتوفير براميل القمامة في كل شارع ،وإضطهادها لعمال النظافة وابتخاس مستحقاتهم، مما جعلهم يضربون عن العمل أكثر من مره ،إضافة إلى احتقار الناس والحكومة لهاؤلاء العمال رغم جهودهم الجبارة .
في المقابل تلقي السلطة المحلية وصندوق النظافة بتعز، اللوم على المواطنين لأنهم لا يقومون بوضع القمامة في البراميل والأماكن المحددة ، ويقومون برميها في الشوارع و على الأرصفة، كما يتهمون الحكومة بالتقصير وعدم توفير الدعم المالي والمادي للمحافظة، إذ يشتكون من شحة الإمكانيات لديهم والوضع الأمني والسياسي في اليمن ككل وفي تعز خاصة.
بينما أعتبرها أحد الاكاديمين في جامعة تعز ،مشكلة ومسؤولية مشتركة بين الناس و الحكومة، ويحمل “الحكومة الجزء الأكبر التي يجب أن توفر الأدوات وتلزم الجميع بوضع القمامة في هذه البراميل ألتي وفرتها مسبقاً ، كما يجب على الحكومة ألإعلاء من مكانة عامل النظافة وإعطائه المرتب ألذي يستحقه، بل يجب عليها وعبر وزارة التربية والتعليم أن تعلم الأجيال بأهمية النظافة وقيمة البيئة، ويساعدها في ذلك الأسرة و وسائل الإعلام المختلفة “.
أما أحد النشطاء والحقوقيين فقد أعتبر صندوق النظافة والتحسين والسلطة المحلية في المحافظة هي المسؤولة عن هذه المشكلة ،إذ يقول “يعاني صندوق النظافة بتعز من فساد مالي واداري كبير ، حيث عمل على استغلال معاناة الناس والمتاجرة والارتزاق بها “، ويضيف تلقى “الصندوق دعم مالي كبير من الحكومة والمنظمات المختلفة، لكن شوارع تعز لاتزال ترزح تحت وطئت القمامة، فاين تذهب هذه الأموال” ، مشيرا إلى أن “عمال النظافة لم يستلموا مستحقاتهم منذ فترة، وقد سمعنا لهم إضرابات ومظاهرات متعددة ” أما عن التزام المواطن بالنظافة فقال ” في حال وفرت الدولة براميل القمامة بالشارع وراقبت سلوك الناس، و اهتهمت بعمال النظافة؛ فإن الناس سيلتزمون والأوضاع ستتحسن على نحو أفضل “.
وتظل التساؤلات قائمة حول هذه المشكلة ، فهل ستقوم السلطة المحلية و صندوق النظافة بتعز، بواجبهم في الحفاظ على البيئة والمجتمع؟ وهل ستقود الحكومة توجه وطني عام لمواجهة مشكلة غياب النظافة ،وانتشار القمامة ومياه الصرف الصحي على طول شوارع المدن اليمنية ؟. أم أن المشكلة ستظل باقية تفتك بأرواح البشر وتفسد البيئة وتلوثها ؟.