المواطن/ خاص
ترأس محافظ تعز نبيل شمسان خلال اليومين الماضيين لجنة أمنية مشكلة من القوات العسكرية والأمنية، بهدف القبض على عناصر مطلوبة وخارجة عن القانون ، الا انه وبعد يوم من انطلاق الحملة ، انحرفت عن هدفها وتمردت على قرارات المحافظ ، وباشرت بأعمال عبثية انتقامية ، مخيبةًً آمال المواطن التعزي.
انحرف المسار وممارسات انتقامية
شهدت مدينة تعز مع انطلاق ما سمي بحملة أمنية، فوضى عارمة لم تشهده من قبل ، حيث دارت معارك عنيفة بين الحملة الأمنية المنحرفة عن الأهداف المحددة وفصائل مسلحة في احياء متفرقة، سقط خلالها ضحايا مدنيين ،إذ قال “شهود” عيان، أن حريق نشب في مستشفى المظفر الحكومي جنوب المدينة صباح اليوم ،أثر سقوط قذيفة على المستشفى، جرى إخلاء العاملين والمرضى أثناء الحريق الذي تمدد إلى منازل المواطنين، المجاورة للمستشفى.
من جهة أخرى أكدت ما يسمى كتائب أبي العباس،في بيان لها الخميس قولها بأن ” مجاميع مسلحة تابعة لحزب الإصلاح تشن هجوما على أفرادها ، و تفرض حصارها على المدينة القديمة ، ألتي يتواجد فيها مقر كتائب أبي العباس “.
وبعد توجيهات المحافظ نبيل شمسان بتعليق الحملة الأمنية، افادت مصادر خاصة أن جماعة كانت تشارك قيادة المحور ،بالهجوم على المدينة القديمة ، اقتحمت مقر قيادة ابو العباس، ونهبت كل محتوياته .
وأشار مراقبون إلى أن هذه الحملة ما هي إلا صراعات مسلحة، و عملية ثأر بين فصائل مسلحة في المحافظة.
ويعاني اغلب سكان المدينة من حصار في المنازل ،وهلع جراء تواصل المواجهات والقصف العشوائي.
تمرد عسكري
بعد ممارسات الحملة الأمنية الخارجة عن الهدف المرسوم لها وجه رئيس الحملة المحافظ نبيل ، بتوقيف هذه الحملة ، إلا أن قيادات عسكرية رفضت توجيهاته.
فيما ذكر الإعلام الأمني عن مصدر في شرطة تعز ظهر اليوم أن ” الحملة الأمنية تراجعت من المواقع التي طهرتها من العناصر الخارجة عن القانون، التزاما بتوجيهات المحافظ نبيل شمسان.
و أضاف شرعت الحملة الأمنية، في إيقاف إطلاق النار بناءً على توجيهات المحافظ، الذي شكل لجنة للإشراف على استلام المطلوبين، وتنفيذ المطالب الثلاث التي حددتها اللجنة الأمنية برئاسة المحافظ، بتسليم العناصر المطلوبة، ورفع المسلحين من المدينة ،وإزالة النقاط المستحدثة.
وأشار إلى أن “العناصر الخارجة عن القانون استمرت في استهداف أطقم الحملة الأمنية والمدنيين، رغم التزام الحملة بوقف إطلاق النار الأمر الذي تسبب بوقوع ضحايا مدنيين.
فيما أكدت مصادر سياسية أن “مدير الأمن بتعز / منصور الاكحلي رفض توجيهات المحافظ وتمرد على قرارات السلطة المحلية، وبحسب المصادر ذاتها فإن منصور الاكحلي، يتعامل مع المواطنين بعدائية مفرطة، وانتقام من كل الخصوم في مدينة تعز، فيما قالت مصادر أخرى أن ” كل القيادات العسكرية و الأمنية رفضت قرارات المحافظ والسلطة المحلية وتمردت عليه.
وكتب وكيل المحافظة/ عارف جامل ، على صفحته ” قائد المحور ومدير الأمن متمردان علي توجيهات المحافظ ويتحملان المسؤليه الكامله حول كل مايجري من أحداث داخل المدينه القديمه”.
ردود أفعال
خرج مواطنون من أبناء المحافظة صباح اليوم ،في مسيرة احتجاجية ضد العبث المسلح الذي تقوده جماعات مسلحة بالمدينة ،أدى المحتجين خلالها صلاة الظهر في المدينة القديمة، وسط اشتباكات متقطعة والتي أدت خلال الساعات الماضية إلى سقوط عدد من الأبرياء ،وتحرك أبناء المدينة القديمة في مسيرة حاشدة إلى أمام مبنى المحافظة، ناشدوا فيها رئيس الجمهورية، ومحافظ المحافظة، إيقاف عبث بمايسمى الحملة الأمنية والتي استثمرت لتصفية حسابات.
من جهته وجه محافظ المحافظة عدة برقيات، بتعليق الحملة الأمنية، إلا أنه لم يتم الاستجابة للتوجيهات ما اضطر المحافظ تحميل قائد محور تعز ومدير شرطة المحافظة كامل المسؤولية.
وذكرت مصادر مطلعة أن المحافظ نبيل ” لوح بتقديم استقالته” واضافت” رفض المحافظ ظهر اليوم مقابلة اللجنة الأمنية نتيجة لعدم استجابتها لقراره وتمردها عليه “.
ويشار إلى أن هذه الأحداث والاشتباكات المسلحة اودت بحياة الكثير ، و إصابة عدد آخر من بينهم مدنيين، نساء و ذكور ، إضافة لخسائر مادية من منازل مواطنين و مرافق و مؤسسات حكومية، الأمر الذي أدى إلى خيبة أمل كبيرة في نفوس الناس، كم تشهد الساحة التعزية ترقبا ومخاوف إلى ما سوف تؤل إليه الوضع خلال الساعات والأيام المقبلة.