المواطن/ خاص – تقرير: مكين محمد
تعد ازمة المياه من اشد المعاناة فتكا بالمواطنين في محافظة تعز والتي تتزايد يوما بعد يوم ولعدة أسباب، خاصة مع استمرار حصار خانق تفرضه ميليشيات الانقلاب على مئات الالف من أبناء المدينة المنكوبة، وفي ظل غياب كامل للجهات المختصة والتي تقف عاجزة عن إيجاد الحلول والبدائل والتخفيف من معاناة الاهالي.
تزاحم على كميات الماء
طوابير من النساء والأطفال والشيوخ والرجال تتزاحم للحصول على كمية من الماء لسد نوع من الاحتياج اليومي، احياء مدينة تعز ومناطق ريفية أخرى تعاني من انعدام مياه الاستخدام المنزلي وسط مناشدات واسعة تشتكي شدة الجفاف في الماء وارتفاع جنوني لسعر الوايت والذي يتم الحصول عليه من الابار الخاصة والمتواجدة في أماكن مختلفة من المدينة ومناطق أخرى قريبة منها.
غياب كامل لمؤسسة المياه بتعز منذ بداية الحرب واشتدت شحتها مع فرض الحصار الخانق على المدينة، فضلا عن انهيار شبه كامل لشبك المياه في بعض احياء المدينة، ويستنكر نشطاء وسكان المدينة تفاقم الازمة دون وجود أي معالجات من السلطة المحلية بالمحافظة تحد من معاناة أبناء تعز والتي أصبحت تحت رحمة أسلحة متنوعة تحمل خطر واحد يتهدد حياة أهالي المدينة.
أسعار مجنونة
اسعار مجنونة تطارد حياة السكان بمدينة تعز وبحسب ما افاد بعض المواطنين ان سعر الوايت الماء يصل الى 16 الف ريال يضطر البعض القبول به لشدة الحاجة التي وصل اليه نتيجة الانعدام الكلي للمياه، ومن خلال الحديث مع مواطنين فان طريقة الحصول على الوايت الماء تحتاج أيام قد تمتد الى فترة الأسبوع من تاريخ الطلب وهذا يدل على الازدحام الغير عادي في توفير المياه للمنازل.
لغز المنظمات
ومنذ بداية الحرب ظهرت مشاريع الخزانات البلاستيكية الصغيرة منتشرة في احياء وحارات المدينة و بتمويل من منظمات وفاعلي الخير، وتعتمد على شراء المياه من الابار التابعة لمستثمرين يتقاطر امامها المواطنين للحصول على دبة ماء سعة 10 لتر، ويرى نشطاء ومهتمون ان التكاليف من منظمات محلية ودولية و التي تصرف على هذه الاعمال كفيلة بتشغيل مؤسسة المياه عن طريق إيجاد البدائل من خلال حفر ابار وضخ الماء الى احياء عدة بالمدينة.
ويرى الكثير من المتابعين ان عمل المنظمات او الجمعيات لا يهدف الى انهاء المشكلة بقدر ماهي وسيلة لتشغيل اطراف وأدوات لأغراض سياسية واستقطاب وكسب ولاءات، ويستغرب مطلعون من عدم تبني المنظمات مشاريع مستدامة تحل ولو بعض من المشكلة ، ومن الواضح ان هذه المنظمات تجني مكاسب كبيرة مالية وتبعية لذا فهي تشرع في إبقاء ازمة المياه قائمة.
الاحتياج السكاني للماء
ازمة المياه في مدينة تعز مشكلة لها امتداد منذ فترة ما قبل الحرب و مازالت تتفاقم يوما بعد يوم لأسباب عدة ويصل الاحتياج السكاني للمياه بمدينة تعز لفترة ما قبل الحرب 35 الف متر مكعب في اليوم بينما كان انتاج مؤسسة المياه يصل الى18الف متر مكعب بينما انتاج المؤسسة في الوقت الراهن يصل 3الف متر مكعب أي بعجز يصل الى 144% ، وبحسب ما افادة مؤسسة المياه بتعز فان الكمية المنتجة في الوقت الحالي يتم ضخها من مناطق خارج المدينة، نتيجة جهود يبذلها موظفي المؤسسة المتواجدين في منطقة الحوبان القابعة لسيطرة ميليشيا الانقلاب الحوثي.
اما الابار التابعة لمؤسسة المياه بتعز فاغلبها تقع في مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا الانقلاب وعددها 45 بئر متوقفة، بينما القليل منها داخل واطراف المدينة وتتوفر فيها كميات الماء الا ان السلطة المحلية ومؤسسة المياه والجهات الداعمة تتجاهل فرصة تأهيلها او توفير المعدات اللازمة وادخالها خدمة ضخ الماء وتوزيعه في احياء المدينة.
الجميع يتحدث عن البدائل التي ستخفف من معاناة اشد وجعا من رائحة البارود وفساد الجهات المختصة، الا انه وحتى اللحظة لم يلمس المواطنون أي بشارات تدفعهم نحو الامل للبقاء في مدينة يقتلها الحصار ويخنقها جفاف الماء، فهل من توجه حقيقي وصادق يحل عقدة ازمة المياه بتعز؟.