المواطن/ كتابات – عيبان السامعي
مؤخرا ظهرت دعوة لبعث ما سميت “القومية اليمنية”، ويقودها كتاب ومثقفون ومفسبكون متلونون، يجمعهم قاسم مشترك ألا وهو مواجهة قضايا الحاضر ببعث مومياء مدفونة في التاريخ. كالعودة إلى القحطانية في مقابل العدنانية والتسمي بالأقيال والأذواء.
هذه الدعوة على سطحيتها وبلاهتها، لا تختلف من حيث المضمون عن المنحى الطائفي الذي تستخدمه ميليشيات الثورة المضادة، كما لا تختلف عن النزعة المناطقية والجهوية التي تظهر في خطاب قوى أخرى منضوية في معسكر الشرعية.
تقسيم الناس حسب خلفياتهم المذهبية أو المناطقية أو القروية أو العرقية أو البيولوجية هو منحى رجعي ومؤشر لانحطاط سياسي وفكري، يعمل على صرف الناس عن عدوهم الحقيقي ويعميهم عن طبيعة الصراع وجوهره؛ بوصفه صراعا سياسيا يتمحور حول السلطة والثروة، ولا شيء غير ذلك مهما ادعى المدعون وزيف المزيفون.
إن مواجهة الطائفية والإجابة عن أسئلة الحاضر الحارقة لا تكون إلا من خلال فهم الواقع القائم فهما جدليا بهدف تغييره، وهذا لن يتأتى إلا بإعادة صياغة الهوية الوطنية الجامعة وفق شروط العصر وتطلعات الشعب في العيش الكريم والحرية وبناء نظام ديمقراطي تشاركي عادل.