المواطن نت- نادية الصراري ” توعية نقابية ( 1- 2)
ما تقوم به نقابة التربويين اليمنيين اليوم ليس مجرد عمل عابر بل عمل وطني نبيل
ولذلك، فإن ما نخطه بأقلامنا، وما نقوله بأصواتنا، يجب أن يكون نبيلا
لأنه هو ما سيبقى ويخلد بعدنا.
عندما تصمد الأشجار الكبيرة أمام العواصف فإنها تحمي ما خلفها من أشجار صغيرة
تمنع عنها الرياح العاتية وتمنحها فرصة للنمو والنجاة.
كذلك الإنسان، عندما يثبت على مبدئه وفكره يكون سببًا في ثبات غيره ممن قد يتعثر أو يسقط مع أول عاصفة.
فكن أيها المعلم ثابتا واعيا وقدوة لغيرك
فما تدري كم من الأشخاص في هذا البلاد المنهار قد يستمد منك قوتها ويصمد بفضلك أمام رياح الفتن وعواصف الإغراء والتخبط والخراب والخذلان.
كن حدرا يا منبع النور في كلامك وافكارك وما تكتب يقال إن الكتابة كالثياب
منها ما يستر بعفة ومنها ما يُفتن بعطر ومنها ما يُسمّم ومنها ما يُشفي
فكن سفير الكلمة الهادفة لا تترك حروفك بلا معنى ولا كتاباتك بلا غاية
فكلمتك مرآة خلقك وقيمك ونيتك.
أما الخبرة فهي لا تأتي بسهولة ، بل هي تأتي بعد تعب وابتلاءات وتجارب
هي من ستجعل من يقود النقابة أكثر وعيًا، وأكبر نضجا ، وأشد عزيمة في اتخاذ القرار.
للأسف، هناك من يتساقط أمام أول موقف أو نقد ، ومنهم من يتعامل مع النقابة وكأنها جهة تمتلك جيشًا وسلطة تنفيذية ! يتحاملون عليها بلا فهم أو وعي، لا ندري:
هل دافعهم الإصلاح؟
أم مجرد نكاية وتشويش؟
وينسون أو يتناسون أن جميع مكاتب الدولة اليوم بلا رواتب، بلا استقرار، وبلا بنية متماسكة.
ومع ذلك، تظل النقابة الوليدة أمام دولة من الخراب فهي من تحاول تصمد، وتدافع عن الحقوق بما يتاح لها من وسائل.
الغريب أن البعض، عند أول خلاف أو عدم رضا
يقول: “سنستقيل”
وكأن العمل النقابي لعبة ترضي هذا وتغضب ذاك لا مسؤولية وطنية تتطلب صبرا وحكمة وموقفًا وعزيمه وثبات ، البلد تمر بمرحلة حرجة والنقابات ليست معصومة، لكنها تبقى واحدة من آخر خطوط الدفاع عن الناس.
فلا تهاجموها وكأنها عدو،
ولا تُحمّلوها أوزار دولة بأكملها فشلت في أبسط وظائفها.
اليوم البلاد كلها تمر بمحنة وتتمزق والوعي بالحقوق هو بوابة النجاة. فلنكن على قدر المرحلة ، لا نحمّل النقابة ما لا تحتمله ولا نزيد الطين بلة.
بل نكون جزءا من الحل
لا أداة لزيادة التشظي.
الوعي والعمل والنضال مسؤولية الجميع والثبات والصبر شجاعة
والكلمة أمانة
فلنكن على قدر هذه المرحلة.
2
النقابة هي العمل المنظّم داخل المجتمعات، وجدت لتمثل مصالح العاملين وخاصة
“الطبقة العاملة كالمعلمين”
وحماية حقوقهم والدفاع عنها ، لكنها اليوم تواجه تحديات كبيرةأولها :
-القيود القانونية التي تحدّ من فاعلية النقابات
وتقيد قدرتها على المطالبة بالحقوق أو الدفاع عن أعضائها.
-يضاف إلى ذلك نظرة بعض أفراد المجتمع والمعلمين أنفسهم للعمل النقابي بأنه غير فعال
وهو ما يؤدي إلى تفكك التنسيق الجماعي بدلًا من تقويته وتماسكه في حين أنه السبيل الحقيقي لتغيير الواقع والنهوض بالحقوق.
من أبرز التحديات أيضا:
-ضعف نسب الانتساب للنقابة.
– تراجع القدرات والإمكانات التي تمكّنها من تمويل أنشطتها وبرامجها بشكل مستقل وفاعل.
إن المطلوب اليوم لعمل نقابي حقيقي هو أن تبتعد النقابة عن منطقالغلبة ، والتهميش ، والتجريح والشللية
وأن تبقى كيانًا حقوقيًا جامعًا لكل أصوات المعلمين
قائمًا على قاعدة واضحة
لا وحدة قسرية ولا تجمع شكلي.
بل نحتاج إلى كيان مرن يعترف بالواقع المأزوم ، ويعمل على تحويله من بؤرة أزمة إلى ركيزة قوة، تفتح الطريق لبناء نقابة تكون صوتا للمعلم ، نقابة تمثّل صوت الجميع ، لا عبئا عليه ، بل حامية لحقوقه ، وليست منبرا للمزايدات.
يجب أن نفتح الباب النقابي للعمل بروح وطنية وحقوقية مسؤولة، لا بروح انتقادية متسرعة أو مستهترة.
نن أمام مسار نقابي وحقوقي طويل
يقوم على زالاعتراف بواقع الخراب والمأساة التي أصابت الدولة ومؤسساتها
من العامل البسيط إلى الجندي، وصولًا إلى المعلم الذي صار رمزًا للتجاهل والتهميش.
▪️النقابة ليست شعارا
بل هي جهد شاق وعمل محفوف بالعراقيل والفاسدين والقوانين المُقيدة لها.
هل نحن نقدر نفرض الاضراب ونغلق المدارس هذا يسمي نقابة المحور والعصابات
يجب أن يعلم الجميع نحن لا نعيش أزمة فردية، بل نحن جزء من آلاف الضحايا الذين تتراكم ملفات مظلوميتهم في هذا الوطن المنهك والمزوم.
فهل يكون لدى المعلمين وعي حقوقي حقيقي !
هل يملكون إيمانًا بعدالة قضيتهم !
وصبرا وثباتا على المبادئ !
هل يحييهم حس وطني صادق يجعلهم يدركون أن الإرادة الصادقة قادرة على حشد الجميع حول مطلب عادل واحد؟
الإرادة الصادقة وحدها قادرة على حشد الجميع حول مطلب عادل.
يجب أن يتحلّى المعلمون
بروح الواجب الوطني
والحق النضالي الصادق الخالي من
الزهو والظهور والأنانية وروح التفضل والتجمل بالنفس.
فوجودك في هذا الميدان وصبرك الطويل ليس منة، بل مسؤولية مقدسة وواجب لا يُستهان به.
علينا أن نكون قدوة حقيقية أكثر ثباتًا ووحدة أمام كل العوائق والتحديات
وأن نقدم للمجتمع درسا عمليا في القيادةوالمبادئ
فأنتم من يبني الإنسان ويصنع الوعي
ويعبد الطريق من واقع ممزق نحو رحاب دولة المؤسسات والعدالةوالمواطنة المتساوية.
اعلموا أن الحياة مليئة بالدروس ولا شيء يمنح مجانا.
وأنتم، بصبركم وثباتكم تمثلون واقعا وطنيًا قياديًا ملموسًا
لكم مكانتكم أمام
الآخرين، تعيدون الاعتبار للحقوق المشروعة، وتطرقون أبواب الضمير الإنساني بوعيكم وثباتكم .
النقابة صوتكم ووسيلتكم للمطالبة لا للتنازع.
كونوا نورا يُضيء وسط ظلمة الحرب،
كونوا مصدر الوعي والإيمان والتحفيز لدولة الحقوق
والكفائة والمساواة
لا تفقدوا ورقة احترام الناس لكم
ومكانة المعلم التي بُنيت على التضحية والوعي
لا على الخصومة والمشكلات .
أنتم من برز النور على أيديهم فكونوا أنتم النور، وسط هذا الركام في وطنٍ أنهكته الحرب وطحنته الأزمات.
المعلم هو حجر الأساس…
فليكن صوته في النقابة صوتا عاقلا واعيًاو ثابتا صادقاو جامعا لا مفرّقا.
وذلك هو طريق الحقوق، لا سواه.
النقابة هي صوتكم… فكونوا لها السند الحقيقي لا المعوق .
والتغيير يبدأ من الوعي لا من المن والشكوى وحدها .
# مسؤولة العلاقات العامة في نفابة التربويبن اليمنيين































