أميرة عبد الجبار
في ظل الاحتفال بيوم الوحدة، يظل القلب مثقلاً بالهموم، كظلٍ ثقيل يرافقنا. في الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى الوحدة، يعيش الشعب اليمني في أجواء من الألم والمعاناة. تتعالى أنات الفراق وتدمي الجراح، بينما كانت أحلام الشعب في الماضي تتجسد في رؤية وطنٍ واحد يسوده السلام والازدهار.
لكن اليوم، وبالرغم من أن الوحدة قد تحققت رسميًا، إلا أنها أصبحت واقعًا مفقودًا ومعاناة مستمرة. الوحدة التي كانت رمزًا للأمل، تحولت إلى ذكرى مؤلمة تعكس واقعًا قاسيًا. فعلى الرغم من وجود الكيان الموحد، إلا أن الانقسامات والصراعات الداخلية جعلت من هذا الكيان مجرد اسمٍ بلا قيمة حقيقية.
تتجلى الأوجاع في كل زاوية من البلاد، حيث يتجدد الصراع وتتفجر الأزمات كغضبٍ لا ينتهي. الأطفال، ببراءتهم، يحلمون بحياة كريمة، لكنهم يجدون أنفسهم وسط الدمار والفقر، يواجهون واقعًا يحطم آمالهم الصغيرة.
بينما نتذكر لحظات الفرح التي عاشها الشعب عند إعلان الوحدة، يبرز الحزن على ما آلت إليه الأوضاع. الوحدة، التي كانت تمثل الأمل والتضامن، تحولت إلى ذكرى مؤلمة في ظل الانقسام والصراعات المستمرة، وكأنها حلم بعيد لا يمكن تحقيقه.
كل عام، يمر 22 مايو كذكرى تعيد فتح جراح الماضي، حيث تتجدد الذكريات الأليمة ويعيش الناس في دوامة من الفقد. يتذكرون من فقدوهم في الحروب، ويشتاقون لوطنٍ يسوده السلام والأمان، لكن الواقع يفرض عليهم الألم والفراق.
إنها ليست مجرد ذكرى، بل تذكير دائم بضرورة العمل من أجل السلام. في هذا اليوم، نحتاج إلى الأمل، لكننا نشعر بثقل الحزن الذي يحيط بنا كغيمة سوداء، تظلل أيامنا وتمنع الشمس من إشراقها. تبقى الذكريات مؤلمة، لكننا نُصر على أن نواصل البحث عن النور في ظلام الحزن.
