المواطن نت- متابعة
ادلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ تصريح خاص لوكالة “فرانس برس”، اليوم السبت، إن الأطراف المتحاربة والشعب المحاصر في اليمن لا يمكنهم انتظار خريطة طريق للسلام إلى ما لا نهاية، قبل أن تنزلق البلاد مرة أخرى في دوامة الحرب، وأصرّ غروندبرغ على أنه “لا يزال ممكناً” حل الصراع في اليمن الغارق بالفقر.
واعتبر المبعوث الأممي في تصريحه الذي جاء بعد يوم من لقائه وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، أنه “من غير الممكن المضي قدماً بخريطة الطريق الآن، لأنني لا أعتقد أن تنفيذ تلك الخريطة سيكون ممكناً”.
وتدارك بالقول “ما زلت أعتقد أن الأساس لخريطة الطريق في اليمن موجود لأن النزاع بين اليمنيين قابل للحل. ورغم ذلك، فإن العامل المعقد الآن هو زعزعة الاستقرار الإقليمي، بحيث أصبح اليمن جزءاً لا يتجزأ من خلال الهجمات في البحر الأحمر”.
وشدد غروندبرغ على أن خريطة الطريق “ليست عصاً سحرية” لليمن الذي انغمس في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حيث يعتمد ثلثا السكان على المساعدات.
وأضاف “لذا أعتقد أن المسؤولية التي تقع على عاتقنا هنا هي ضمان الحفاظ على هذا الزخم وأن تفهم الأطراف ضرورة… الثقة بحقيقة أنه من الممكن تحقيق ذلك”.
وتابع “إذا لم يحدث ذلك، فإن العواقب معروفة. وإذا انزلقت إلى مواجهة عنيفة داخلياً، فأعتقد أن عواقب ذلك معروفة جيداً ولا أعتقد أنها ستكون في صالح أي شخص”.
وتابع”لكن أي فرصة لتطبيق خريطة طريق عُلّقت فعلياً بسبب تصاعد الأزمات الإقليمية الناجمة عن الحرب على غزة. ورغم استمرار المناقشات التحضيرية مع جميع الأطراف، قال غروندبرغ في مقابلة مع فرانس على هامش منتدى حوار المنامة في البحرين إنه “من الواضح… أنه لا يمكن أن يظل الأمر على هذا النحو إلى ما لا نهاية”.
وقال: “في مرحلة معينة، هناك تنفيذ متوقع تريد الأطراف رؤيته يحصل. وإذا لم يحدث ذلك، فهي مخاطرة بفقدان الزخم الضروري، وهذا الخطر واضح”، مشيراً إلى أنه “هناك أصوات معادية في المنطقة. ما أقوله هو: لا تسلكوا هذه الطريق – من الممكن تسوية هذا الصراع”.
وختم المبعوث الأممي “أعتقد أن الشعب اليمني يجب أن يكون صبوراً بشكل عام. أعتقد أنهم كانوا ينتظرون السلام لفترة طويلة جداً. الجميع يريدون أن تنتهي هذه الأزمة”.
وتوقف القتال إلى حد كبير منذ نيسان/إبريل 2022، بعد التوصل إلى هدنة إنسانية بواسطة الأمم المتحدة، جرى تمديدها مرّتين. ورغم انتهاء مفاعيلها في أكتوبر من العام نفسه، لا يزال الوضع هادئاً على الأرض.
من جانبه جدد وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني، الدعوة إلى ضغط دولي على الجماعة الحوثية لوقف انتهاكاتها ودفعها نحو السلام ووقف تهديدها الملاحة الدولية، وذلك غداة إعلان القوات الحكومية صدّ هجوم للجماعة غرب محافظة تعز.
وجاءت الدعوة اليمنية خلال لقاء جمع الوزير الزنداني، الجمعة، مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ على هامش أعمال الدورة العشرين لمنتدى الأمن الإقليمي (حوار المنامة).
إلى ذلك يجري وزير الخارجية اليمني تحركات دولية تهدف إلى الضغط على مليشيا الحوثي لدخول في السلام، وسبق أن حذر الوزير الزنداني من أنه لا سلام إلا بقوة ومكونات الشرعية متوافقة ضد الحوثي، وليس هناك خيار سوى الخيار العسكري، وبالنسبة لنا لا نريد استمرار الحرب.
وشدد في وقت سابق على أنه “الخيار العسكرى ليس خيارنا الأول فى الأساس، فنحن نبحث عن كل السُبل والوسائل الممكنة لكي نقلل الأضرار على الشعب اليمني، وتجنب إراقة الدماء، والوصول الى حلولٍ مقبولة لإعادة سلطة الدولة، بحيث تكون جامعة لكل اليمنيين بغض النظر عن انتماءاتهم وخلفياتهم السياسية والاجتماعية.
وأكد “لكن إذا أجُبرنا فى النهاية إلى الحل العسكري، فسوف نتبعه”.