المواطن نت- متابعة
أفادت مصادر مطلعة بدخول قوات كبيرة إلى اليمن عبر الحدود مع السعودية، متوجهة نحو محافظة الحديدة المطلة على الساحل الغربي.
ويُعتقد أن هذه القوات تمثل خطوة جديدة نحو ما يطلق عليه “معركة تحرير الحديدة”، التي تستهدف استعادة السيطرة على المدينة الحيوية من قبضة الحوثيين.
وتعتبر الحديدة نقطة استراتيجية بارزة على البحر الأحمر، حيث توفر السيطرة على ممرات الملاحة الدولية ومداخل الموانئ اليمنية.
وبحسب المصادر، فإن نتائج معركة تحرير الحديدة قد تسهم في تأمين الموانئ اليمنية ومنع وصول الأسلحة والتمويل للحوثيين عبر البحر الأحمر، وهو هدف رئيسي للتحالف العربي.
من جانبها عززت مليشيا الحوثي الإنقلابية مواقعها في مختلف مناطق الحديدة، ونشرت قواتها بشكل مكثف على طول الخطوط الأمامية، كما قامت بتجهيز مستودعات الأسلحة والذخيرة تحسباً لأي مواجهة عسكرية، وذلك بعد وصول التعزيزات العسكرية من صنعاء وعمران وذمار وإب والبيضاء، وفقاً لمصادر مطلعة.
وبينت المصادر أن المعلومات الروسية التي وصلت إلى المليشيات الحوثية، تتحدث عن خطط عسكرية مفصلة لعملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف تحرير كامل مدينة الحديدة والموانئ الاستراتيجية فيها، وذلك بالتعاون مع قوات التحالف العربي.
وكان ناطق القوات المشتركة في الساحل الغربي، قد أكد قبل أيام قليلة في تصريحات صحفية، أن القوات المشتركة على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر عسكرية لاستعادة مدينة الحديدة، حيث تمثل المدينة أهمية استراتيجية كبيرة كونها بوابة اليمن على البحر الأحمر.
وفي الاثناء، حذر مبعوث واشنطن إلى اليمن، تيم ليندركينج، من تصاعد نفوذ المليشيات الحوثية واعتمادهم على إيران بشكل متزايد، بالتوازي مع توسيع شبكاتهم مع جهات متطرفة كحركة الشباب الصومالية.
وأشار ليندركينج إلى أن الحوثي بات يمثل الخط المتقدم لطهران في المنطقة، مؤكدًا أن قدرات الجماعة العسكرية والارتباط مع المتطرفين قد تشكل خطراً متزايداً على القواعد الأمريكية والمصالح الإقليمية.
وأكدت جريدة “وول ستريت جورنال” أن الحوثيين لم يتعرضوا لضربات إسرائيلية بعد، على عكس حلفاء طهران في المنطقة، ما يوحي باحتمالية تصعيد ضد الجماعة قريباً.
و يرى مراقبون أن الحوثي أغلق كافة السبل أمام إدماجه في مشاريع السلام، حيث تحوّل إلى تهديد رئيسي لا يقبل الحياد، ويقف كعقبة صلبة في وجه أي جهود لإحلال السلام باليمن.
وأشار محللون إلى تجاوز الحوثيين كونهم فاعلاً ثانوياً ليصبحوا “نقطة ارتكاز” في النفوذ الإيراني بالمنطقة، حيث تشارك طهران في رسم خرائط التأثير عبر دعمها للحوثيين الذين باتوا أكثر أهمية حتى من حزب الله.
وصعدت مليشيا الحوثي لتشكل خطراً مباشراً على المصالح الدولية، وفقاً للمراقبين الذين قالوا إن الحوثيين مدفوعون بتعاونهم مع حركات التطرف، وأصبحوا يشكلون تهديداً يتجاوز الحدود اليمنية عبر تسليح الجماعات الإرهابية في الصومال ودعمها بصواريخ متقدمة تهدد الممرات الدولية.
وكانت الشرعية قبل سنوات قد وصلت الى شارع صنعاء وسط الحديدة، لكن الضغوط الخارجية أوقفت تقدم الجيش الوطني وكان ما يسمى اتفاق استوكهولم الذي فوت الفرصة لتحرير الحديدة.
فهل وصل الغرب إلى قناعة هذه المرة ؟ يبدو ذلك كما يرى كثير من المراقبين، والأيام القليلة القادمة ستثبت صحة ذلك من عدمه.